الجمعة، 1 مايو 2009

الزنجي الذي قتل نفسه





الزنجي الذي قتل نفسه ..



لا تزال الذاكرة التاريخية تذكر حالات اضطهاد الزنوج في أمريكا مذ عقود سابقة .. وقد ألقى " أليكس هايلي " في كتابة " الجذور" تلك الحقبة القاسية في حياة السود فلقد عانى الزنوج من سرطان العنصرية ممارسات همجية خلفّت شعبا من الجوع والعنف والبطالة والقسوة من على يد البيض فلا ممتلكات خاصة لهم ويعد تواجدهم في أماكن نظراؤهم من البيض جريمة قانونية .. حتى مسمى " عائلة زنجية " لم تكن موجودة ضمن طبقات السود فحق للسيد الفصل بين الزوج وزوجته وفصل الذرية عنهما .. ومن تلك التربة القاسية برعمت أشواك زنجية كان لها صوتها الدامي فظهر " مالكوم اكس " أشد السود غضبا في أمريكا وربما انفقأت جمرة الغضب والأسى في داخله حينما كان طالبا في نهاية المرحلة الثانوية وطلب منهم أستاذهم أن يتحدثوا عن أمنياتهم في المستقبل وتمنى مالكوم أن يصبح محاميا غير أن الأستاذ نصحه ألا يفكر في المحاماة ؛ لأنه زنجي وألا يحلم بالمستحيل ؛ لأن مهنة المحاماة مهنة غير واقعية له وأن عليه أن يعمل نجارا ..




وكانت كلمات الأستاذ قذيفة مرارة وقسوة على وجدان مالكوم ؛ لأن الأستاذ شجع جميع الطلاب على ما تمنوه إلا صاحب اللون الأسود ؛ لأنه في نظره لم يكن مؤهلا لما يريد .. ولعّل كلنا يذكر " مارتن لوثر كينج " زعيم الزنوج الأمريكي في خطابه الشهير " إني أحلم " حين قال : ( إنني أحلم بيوم يعيش فيه أطفالي الأربعة في شعب لا يكون في الحكم على الناس بألوان جلودهم ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم ) ..




وفي كتاب " تأملات في الإنسان " تناول الناقد المرحوم " رجاء نقاش " تفصيلا بسيطا عن جنود زنجيون أبلوا بلاءً في الحرب العالمية الثانية ولعبوا دورا كبيرا في كسب الحرب وذات يوم عادت كتيبة زنجية إلى أمريكا بعد أن أسرت جماعة من الألمان .. وفي أمريكا كان الأسرى الألمان يتناولون طعامهم في المطاعم أما الجنود الزنوج فكانوا يذهبون إلى المطبخ ، وقد احتج الزنوج على ذلك وانتحر جندي زنجي تعبيرا عن الاحتجاج .. وعبّر النقاش حين كتب ذاك المقال في عام 1963م أن مأساة العنصرية الزنجية ما تزال قائمة في مناطق ولايات الأمريكية .. فهل كان أليكس هايلي ومالكوم اكس ومارتن لوثر والزنجي الذي قتل نفسه وغيرهم حين عايشوا وعبروا عبر المأساة الزنجية كانوا يتوقعون أن زنجيا يدعى " باراك أوباما " من الممكن أن يتصدر عرش أمريكا يوما ما ..؟



" باراك أوباما " هو أول وجه أسود يدخل البيت الأبيض من باب الرئاسة ، هل سيكون طوق نجاة لطبقته من السود وهل سيتحقق في عهده حلم " مارتن لوثر " في العيس بحرية مع أبنائه دون أن تتدخل لون جلودهم في ذلك أم يتبع سياسة " بين بين " كونه من أب أسود مهاجر وأم بيضاء ..؟!

هناك تعليق واحد:

  1. سعيد الهطالي27 سبتمبر 2011 في 2:40 ص

    كثافة غيمتك أكبر من كثافة الجمال لهذا لا تمل قلوبنا من ثرثرتها وفضفضتها لنا فدعيها تمطر يا ليلى داعيها تسقط لنا بالمطر فلدينا متسع كبير من الجدب والجفاف..

    ردحذف