الثلاثاء، 26 مايو 2009

حديث اليد


حديث اليد



عندما تجلس إلى شخص تلتقيه عرضا في مناسبة اجتماعية ، وتريد أن تعرفه من الداخل حاول مراقبة شكل يده ، فاليد هي بوابة خفايا النفس ، ومديرو الشركات في شرق آسيا الذين يعرفون الكثير عن حكمة الماضي لا يدرسون ملفات موظفيهم لمعرفة مواهبهم واهتماماتهم ونقاط القوة والضعف لديهم ، وإنما يتأملون شكل أيديهم وحركاتها لمعرفة ما إذا كانوا في المكان المناسب أم لا .. وكان أبو العلاء المعري يرى أن اليد مستودع لأسرار صاحبها ويقول :


( اكتم حديثك عن أخيك ولا تكن ** أسرار قلبك مثل أسرار اليد ) ؛ لأن أسرار اليد مكشوفة يعرفها كل من ينظر إليها .


ويقول خبراء قراءة اليد إن اليد الصغيرة ذات الراحة المستطيلة تشير إلى أن صاحبها حساس وعاطفي وأنه ينجح في الأعمال الإبداعية ، وإذا كان أسفل اليد عند الرسغ أضيق من أعلاها عند ملتقى الأصابع ، فذلك يدل على أن صاحبها يتمتع بموهبة تنظيمية ، والعمل المناسب له ذاك الذي يتعلق بالأبحاث ، أما إذا كانت قاعدة اليد أعرض من القسم الأعلى فإنها تدل على جرأة في اتخاذ القرار وعلى موهبة قيادية ، وقدرة على دفع الآخرين إلى تقديم أفضل ما عندهم ، وهذه الصفات هي التي تصنع المدير الإداري الناجح ، وصاحب هذه اليد هو المفضل للأعمال الإدارية المسؤولة ، أما الأعمال الروتينية الوظيفية فإن أحسن من يصلح لها هو صاحب الراحة المربعة ، فهو دؤوب في عمله وشديد الاهتمام بالتفاصيل الصغيرة .


وإذا كانت راحة اليد شبه مستديرة فإن صاحبها يتمتع بروح مرحة ، ويستطيع أن يضفي جوا من السعادة في أي مكان يوجد فيه ، وهذا النوع من اليد تجده لدى الفنانين الكوميديين والعاملين في المجالات الاجتماعية ، ومن الأمثلة على ذلك الممثل الكوميدي اللبناني الراحل شوشو ، فقد كانت راحة يده مستديرة تماما .


وإذا كانت راحة اليد أطول من الإصبع الوسطى ينبغي أن ندرك على الفور أن صاحبها يجد متعته الحقيقية في العمل ، وخصوصا إذا كان انغماسه في العمل مباشرا ، وأفضل عمل له هو في الشرطة والجيش والأجهزة الأمنية .
أما إذا كانت راحة اليد أقصر من الإصبع الوسطى فإنها تدل على شخصية مفكرة تحاول أن تدرس الموضوع الذي تتناوله من جميع الوجوه ، وفي هذا الإطار فإن صاحبها يصلح للعمل في التدريس أو كتابة الروايات .


ويقول الأطباء في بريطانيا إنهم يستطيعون معرفة ما إذا كان الإنسان طبيعيا أم لا من خطوط يده وبصمات أصابعه ، ولا حظوا أنه كلما كانت خطوط البصمة قليلة ، كان صاحبها أكثر ميلا للخروج المألوف ، ويؤكد الأطباء في الولايات المتحدة أنهم يستخدمون البصمة لتشخيص عارض داون واكتشاف الكثير من الأمراض التي يتعلق بعضها بالإعاقة ، كما اكتشفوا أن بعض أنماط الخطوط يشير إلى الإصابة بالشيزوفرانيا .


والأسرار التي تكشفها اليد كثيرة ، وتظل اليد التي تعطي أفضل من اليد التي تأخذ ، واليد العليا أفضل من السفلى ، وإلى اليد تنسب كل الأعمال التي يقوم بها الإنسان حتى لو لم يكن لها علاقة باليد ، فيقال : هذا ما جنته يداه .

للكاتب : أبو خلدون
المصدر : جريدة الخليج " الصفحة الاقتصادية " ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق