الثلاثاء، 2 يونيو 2009

وعد منفي ّ كعاهة


وعد منفي كعاهة


ثمة وعد منفي
بيني وبينك ،
تُرى ، كم مضى على عمره
وهو هامش بلا ظل ..؟
لعلي سأصْدِقك القول ،
فهذه المرة ليست ككل المرات ؛
ربما لأني لم أعد أجيد الكذب مذ افترقت عنك
ربما لأن لساني تقدّس بفضل من الله ،
كلسان الأنبياء ..


* * *

ببراءة الوعد بيننا سأذعن :
رأيتك كابوسا ،
تتوسع رؤاي كفيلق
من نار إلى نار
وكان سوادك أشد قتامة من أن تحتمله السماء ..!
رأيتك شوكا ،
تتضوع شراهة
افتضحت غواياتك كلها على شراشف مشبوهة ،
ونساء لم أعهد يوما أن يتلطخن بك ..!
رأيتك رصاصة ،
لم يجسر الأولون إطلاقها لفض التاريخ
لم يكونوا أشرارا كما يجب ،
ولأنك أشدهم حقدا ؛
كنت أعظمهم وحشية ..!
رأيتك موتا ،
تسترق الأرواح دون أن تغادر الابتسامة شفتيك ،
وحين تنتهي من دعك يديك جيدا بالماء والصابون
تذعن كرجل مستقيم لمشيئة الله .. !

* * *

الوعد المنفي ،
هل تذكره ..؟!
بيني وبينك ،
قدر علقّنا معا
على عاتق من الريح
يسبرنا سهما من على بعد
قد نلتحم ،
وقد نقتتل حتى الموت ،
كنذر أضاع دربه إلى الوفاء ..!


* * *

الوعد تكور بيني وبينك كعاهة ،
ولأن أبي علّمني أن وعد الحر دين ؛
فها أنا ذا أهّب كراهبة سنواتي الأخرى لك ،
أصلّي اعوجاجك بغفران ..
وأُكفِِّر نشواتك الساحقة كامرأة بلهاء
لم تتقن العبث يوما ،
لم تتقن سوى فن السذاجة ..!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق