الاثنين، 30 ديسمبر 2013

في الغرب إنجازات وعند العرب جنازات ..!

في الغرب إنجازات وعند العرب جنازات ..!

الرؤية / العرب

تلويحه وداع يلوح بها العالم عام 2013م ..
عام برزت فيه عدة المستجدات وقضايا سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي أو الديني أو العلمي ، وأكثر ما لفت نظري هي الانجازات العلمية لعام 2013م ، ولعل من أبرزها على مستوى العالم اعلان الناسا أنه بعد ست وثلاثين سنة على إطلاق فوياجر سيترك النظام الشمسي رسميا ليصبح الجسم الوحيد من صنع الإنسان الذي ينتقل عبر الفضاء إلى ما بعد النجوم المعروفة ، وزراعة الدماغ عبر رقائق السيليكون ، كما اكتشفوا البيض الجوراسي وهي مجموعة من بيض الديناصور المتحجر اكتشفت في جنوب الصين ، والجمل الكندي تم اكتشافه في جزيرة كندية ، والنقب الأسود الذي لاحظوه عبر أسطح انفجار لأشعة غاما ، وحاسة اللمس والتي صنعها مجموعة الباحثين ويمكن عبرها التزود بحاسة اللمس ، وتسجيل براءة الجينات ، وبرغر من اللحم الصناعي الأول من نوعه في لندن ..
اكتفي بعرض ما سبق من إنجازات التي قام مجموعة من الباحثين والعلماء من أنحاء العالم بعد جهد طويل واشتغال فكري صارم ، وإجراء بحوث واسعة عبر سنوات مديدة من اكتشافها ، كل تلك الإنجازات غريبة عن العرب وعن موضع اهتمامهم كذلك بل إنك كعربي حين تقرأ ما أنجزته العوالم الأخرى من اكتشافات واختراعات مختلفة تشعر بالخجل من نفسك .. ويقفز في داخلك سؤال يكلله العار : ما الذي قدمه العرب في أعوامهم الأخيرة ..؟
وتتقافز عليك الأسئلة من كل حدب وصوب : ما أبرز إنجازات العرب من الناحية العلمية أو حتى السياسية والاقتصادية والاجتماعية ..؟
تقلّب في صفحات العرب من خليجها إلى محيطها ؛ فلا تجد سوى صراعات مريرة وسجل دموي في قتل بعضهم البعض باسم الدين والدين منهم براء ، بل إن قدراتهم العظيمة في القتل وإزهاق الأرواح فاقت قدرات إسرائيل نفسها ..!
ماذا لدى العرب سوى أمم قسمت نفسها إلى طوائف ومذاهب و قسمت شعوبها بــ" مع أو ضد " حسبما تمليه الموضة السياسية ، وقسمت أوطانها إلى شمال وجنوب حسبما منافع ومصالح الشخصية لقاداتها ، القادة أنفسهم الذين يرون أن إسرائيل دولة صديقة ..؟!
وسباق التباري في فرض الخناق على حرية الإعلام ، وخنق حرية الكتابة التي تفرضها رقاباتهم على الكلمة ، بل من أبرز ما حققوه على مستوى إجراءات قانونية هو إمكانية حبس إنسان لمجرد أنه غرد عبارة من 140 حرفا ، ناهيك عن قضايا الفساد التي يفلت منها الفاسدون ويجلد فيها المظلومين ..!
كيف لأمة نقاشاتها وحواراتها تدور حول : هل أنت سني أو شيعي .. ؟ أو هل الحجاب واجب ..؟ أم هل قيادة السيارة جائزة أم ممنوعة للمرأة ..؟ كيف لمثل هذه الأمة أن تخرج منها إبداعات ومخترعات واكتشافات على الصعيد العلمي ؛ حيث العالم الآخر ما يزال فيه العلماء والباحثون يبذلون كافة جهودهم من أجل فكرة يجدون أنها تنفع البشرية في قادم الأجيال ، أو من أجل مشروع فيه إنقاذ لطبقة الأوزون أو في التخفيف من عبء الكوارث التي تهدد البشرية عبر سنوات قادمة في كوكب يضم جميع البشر باختلاف لغاتهم ودياناتهم وأطباعهم ..
يعمل أولئك العلماء بإخلاص وإيمان ، بينما ينشغل الفارغون في عوالمنا العربية بلعنهم بالكفر والإلحاد وتوزيع صكوك الغفران في أحقية دخول الجنة والنار ..!
ولم يفكروا ولو لبرهة بفكر سليم أو بعقل رصين .. العقل الذي هو من أعظم نعم الله - عزوجل - عليهم .. بأن لولا هؤلاء الكفار والملحدين لما عرفنا الهاتف المتحرك والحاسوب والتلفاز والسيارات والقطارات والطائرات والمكيفات إلى لا آخره ، بل شر البلية ما يضحك أنهم يقذفون لعناتهم إليهم عبر أجهزة وحسابات قام باكتشافها الذين يطلقون عليهم لفظة " الكفار "  وينعتون أوطانهم بأوطان الكفر والفجور والعصيان ..!
كم من دولة كانت متخلفة عبر قرون مضت وغدت اليوم قوة اقتصادية وعلمية كالهند والصين وسنغافورة بل أبسط مثال هو أن تقارن ما بين عقليات رؤساء كل من " كوريا الشمالية " و" كوريا الجنوبية " ؛ لتجد مدى " تفوق الذي بلغته " كوريا الجنوبية " التي كانت دولة متخلفة قبل خمسين عاما ولكنها اليوم تتفوق على أمريكا وألمانيا وفرنسا من حيث عدد الاختراعات المسجلة بالنسبة للفرد .. وهنا يأتي السؤال : بماذا يشغل هذه الشعوب أنفسهم يا ترى .. هل تشغلهم الطائفية أم عبودية المرأة أم جل اهتماماتهم يتماشى مع عصر سريع .. عصر يتوق إلى المعرفة الفكرية وإلى مواكبة الثورة العلمية الهائلة ..؟
حتى على مستوى قضايا المرأة ؛ ففي دولة ما تزال تمر بأزمة جدلية حول السماح للمرأة بقيادة السيارة بينما النساء في العوالم الأخرى أثبتوا بجدارة كيف يمكن أن تكون المرأة قوة في بلدها .. وإلى أي سلطة يمكن أن تصل بقدراتها الشخصية إن أرادت ، منها من تحكم أقوى اقتصاد في العالم ، وأخرى رائدة فضاء ، ومنها من حصلت على نوبل في مجالات الكيمياء والفيزياء والأدب ، بل وصلت لرتبة وزارة خارجية ورئيسة دولة .. أما المرأة العربية فهي ما تزال مطاردة من بعضهم بعبارة " عورة وناقصة عقل ودين " ..!
فما معنى أن تكون المرأة وفي دولة عربية مسلمة هي الثانية على مستوى العام من حيث سوء معاملتها للنساء ؛ وعلى ما يبدو يعد هذا من أبرز إنجازاتهم في عام 2013م ..؟!
يذكرني وضع المرأة في عالمنا العربي بحكاية صينية قديمة ؛ ففي قديم الأزمان كان ناسك متعبد يعيش في عزلة تامة في أحد الجبال النائية يقوم بتربية طفل يتيم جيء به إليه وعمره لا يتجاوز الثالثة .. مر الزمن والطفل يكبر دون أن يحتك بالعالم الخارجي ، عندما بلغ السادسة عشرة من عمره أخذه سيده ليريه العالم ، نزلا الجبل وبعد ثلاثة أيام من السير على الأقدام وسط الجبال وصلا إلى السهل ، وبما أن الطفل  لا يعرف شيئا ، فقد كان الناسك كلما مرا بحيوان ذكر له اسمه : هذا فرس ، وهذا بغل ، وهذا جاموس وهذا كلب ... وهكذا ، إلى أن ظهرت امرأة ، تتجه صوبهما .. فسأل الطفل الراهب عن اسم هذا المخلوق ..
" اخفض بصرك ، قالت الفتاة مقلدة صوت العجوز .. لا تنظر إليها ، إنها نمرة ، وهي الحيوان الأكثر خطورة في العالم .. لا تقترب أبدا منها وإلا قضت عليك ..! "
وفي تلك الليلة ، عندما عادا إلى الجبل ، لاحظ الراهب أن الطفل لم يتمكن من النوم .. بات يتقلب في فراشه وكأنه ينام فوق الشوك .. كانت تلك أول مرة ، يراها فيها على تلك الحالة .. فسأله عما يشغل باله .. أجابه الطفل قائلا : " سيدي ، لا أتوقف عن التفكير في تلك النمرة التي تأكل الرجال " .. !
وكل عام وأنتم بألف خير ...
ليلى البلوشي

هناك تعليقان (2):

  1. موضوع جيد هذا الذي كتبت ليلي شرح وضعا مزريا يرزح العرب تحته بفعلهم وجهلهم وعنتريتهم ورعونتهم بحقدهم وغلهم وفلة سعة فكرهم اايدك في الكثير مما جاء فيه واخالفك في البعض مما ورد بين اسطره ان الفكر العربي قد تجمد فعلا محليا اما على مستوى العالم كافراد فمازال مبدعا ومازال له صيت ومطلوب فلنأخذ مثال على ذلك احمد زويل او الاستاذ زرهوني الجزائري واكتفي بهذين الفذين للدلالة على ان الترهل لم يصب الفكر العربي بل داؤنا العضال جهلة من حكام قد اوكلنا لهم امرنا فانشغلوا بامرهم وتباروا في ولائهم وعلى من يقدم اكبر تنازل للعدى ولو دعى ذلك الى هلك ضرع وحرق زرع وعلى من يفرض هيمنته على الاخر لا للشيء سوى لانه له بعض القروش جاد بها باطن الارض او لان تعداد سكانه كثر وهم كالغثاء بينما هناك التنافس والتنابز بما تجود به الغقول وماينتج عنه من رقى وطموح لما هو في السابق غير مأمول فلا فرق بين كبير وصغير ولا غني ولا فقير فقد يسير اصغرهم او اضعفهم اتحادهم بينما نحن لنا فتوات لامرنا تدير ومن جلس منهم على مقعد ضن انه ملاك وان ذاك حقه الذي كسب فلا تثريب عليه ان اخطا التسيير لانه معصوم وعلى الاخرين الطاعة لامره وما يراه لهم مسير هذا حالنا وذاك حالهم اموالنا للقتل رصدت واموالهم لرفاهية شعوبهم بذلت

    ردحذف