الجمعة، 22 نوفمبر 2013

الطفل تشارلي وشكولاتة ويلي ونكا ..

الطفل تشارلي وشوكولاتة ويلي ونكا ..

الرؤية / العرب

قصة للأطفال ألفها الكاتب البريطاني " روالد دال " وحولت إلى فيلم عام 1971م .. أتت فكرة تحويل رواية تشارلي ومصنع الشوكولاتة من جسم الكتاب إلى جسم فيلم سينمائي عندما قرأت ابنة المخرج " ميل ستيوارت"  البالغة من العمر عشر سنوات الرواية ، وطلبت من أبيها أن يقوم بصنع الفيلم ويأتي ديف المنتج " ديفيد ل. وولبر" ليقوم بإنتاجه وعرض ستيوارت الرواية على وولبر والذي اتفق أنه كان في خضم مباحثات مع شركة الكويكر كاتس بشأن مركبة نقل لقطع حلوى جديدة ، وأقنع وولبر الشركة والتي لم تكن لها أية خبرة مسبقة في صناعة الأفلام ، أقنعها بشراء حقوق الرواية وتسويق وإنتاج الفيلم من أجل الدعاية وإنتاج قطعة وانكا كويكر كاتس جديدة ..
يعرض الفيلم شخصية السيد " ويلي ونكا " وهو يملك مصنعا للشوكولاتة وقد كان رجلا عبقريا حيث كانت له وصفة سرية في تصنيع حلوياته ، ولكن على ما يبدو أحد الجواسيس هرّب هذه الوصفة السرية ، وحين ذاك يتخلى ويلي وانكا عن أيديه العاملة معتزلا لسنوات في مصنعه الضخم ، ولكن حلوياته كانت تخرج من المصنع توزع وتستورد ، والناس ظلوا يتساءلون عن سر هذا المصنع إلى أن يأتي اليوم يعلن فيه " ويلي وانكا " تخصيص خمسة بطاقات ذهبية مخبأة في شوكولاتته لخمسة أطفال ، يسمح لهم بدخول المصنع وواحدا منهم فقط سيكون الفائز لينال جائزة تفوق الخيال ..
 " تشارلي " يقوم بدور البطولة في هذا الفيلم ، وهو الطفل الذي يكون أوفر حظا في العالم دون أن يعرف ، ينتمي لأسرة فقيرة فبالكاد تحصل على ما يسد رمقها مكونة من والديه وأجداده الأربعة ، كان هذا الطفل يعاون أسرته بمسح أحذية المارة ، وحين تظهر حكاية " ويلي وانكا " وبطاقاته الذهبية ، تحلم هذه الأسرة بحصول واحدة منها لطفلهم تشارلي ، فيحصل في عيد مولده على أول لوح شوكولاتة وانكا لكن بدون بطاقة ذهبية ، بينما في المرة الثانية يستغني له أحد جديه عن مصروفه الخاص ليجرب حظه و لا يحالفه ، وحينما يكون تشارلي مارا بين الأصقاع يتناهى إلى سمعه حصول ولد روسي على آخر بطاقة ذهبية ، لكن تشارلي يلمح بين الثلوج المتراكمة على دولار واحد فيجري إلى أقرب بقاله ليشتري لوحا من شوكولاتة وانكا فيبتسم له الحظ هذه المرة حين تفاجئه البطاقة الذهبية في جوف لوح الشوكولاتة ، ويعلم الجميع أن بطاقة الروسي كانت مزيفه ..
تفرح العائلة بحصول تشارلي على بطاقة ذهبية ولكن تشالي يقرر بيعها ؛ لأن أفراد أسرته بحاجة للمال ، لكن هنا يتدخل أحد جديه ليقول له جملة أعجبتني شخصيا حكمتها : " بني ، هناك كثير من الأموال تطبع في هذا العالم وقد يحصل عليها المرء في أي يوم ، لكن ثمة فرص لا يحصل عليها كل يوم والأغبياء فقط هم من يضيعون فرصهم في الحياة ، فهل أنت غبي ؟ "
ودخل تشارلي مصنع الشوكولاتة وحاز على الجائزة العظمى وهو امتلاك مصنع ويلي وانكا ..
الفيلم عرض دروسا مفيدة للأطفال ، ناقش فيه سلوكيات مشينة يرتكبها الأطفال وعالجها الفيلم بطريقة غير مباشرة ، فأول الأطفال الذين حصلوا على البطاقة الذهبية ودخلوا المصنع كان طفلا سمينا ، شرها ، طماعا ، وطمعه هذا يقوده إلى السقوط في بحر من الشوكولاتة لتضّخه آلة خاصة بضخ معجون الشوكولاتة  ، بينما الخيار الثاني كانت طفلة تحب العلكة وتعلك على أربع وعشرين ساعة ، شغفها المجنون هذا يقودها إلى تناول علكة غريبة صنعها وانكا ولم يجرب وصفها جيدا وحين تناولت الفتاة العلكة انتفخت حتى أصبحت كثمرة التوت الأزرق فحولوها إلى غرفة العصر ؛ كي يعصروا انتفاخها المزرق ..!
 والطفلة الثالثة كانت مدللة جدا وجشعة والتي جعلت أباها يسخر كل عاملات مصنعه لفتح مئات الصناديق المليئة بعلب الشوكولاتة للبحث عن التذكرة وحصلت عليها على حساب تعبهن ، وحين يبهرها سناجب وانكا وهم يقشرون البندق تأمر والدها بالحصول على إحداها ، ولكن السيد وانكا يرفض بيعها وهنا تجري الفتاة خلف إحداها لتصادف هجوما عليها من قبلهم وأخيرا تجد نفسها في حفرة للقمامة بعد أن رمتها إليها السناجب الغاضبة ..
بينما الطفل الرابع كان مغرما بمشاهد التلفاز أبهره اختراع وانكا في تحويل قطعة كبيرة من الشوكولاتة عن طريق الإشعاع إلى تلفاز آخر ويمكن إخراجها بسهولة من قبل المشاهد ، ويجرب هذا الطفل الاختراع على نفسه ليجد نفسه بعد الإشعاع صغيرا جدا بحجم الفأر ثم ينقل إلى غرفة مط التوفي ليمدد ويعود كما كان ، وتخلل الفيلم مقاطع موسيقية أداها رجال يدعون " الأومبا لومبا " بحفاوة مثيرة للاهتمام وهم أقزام حصل عليهم ويلي ونكا من أدغال أفريقيا ليعملوا معه بإخلاص ..
ولا يظل سوى الطفل تشارلي الذي يفوز بالجائزة ولكن قبل ذلك يعرض عليه وانكا أن يترك أسرته خلفه ، ويسعى لمجده الخاص وهو شرط الفوز بالجائزة ، ولكن الطفل تشارلي يرفض ذلك بشدة ويرى أن عائلته أهم بكثير من كل كنوز الدنيا ، تحدث مواقف كثيرة ويدرك من خلالها " ويلي وانكا " صحة مقولة الطفل تشارلي وأهمية العائلة فيحصل تشارلي على مراده  ..
* * *
عندما كنت طفلة صغيرة كانت لي أمنية كبيرة ، وهي أن أعيش في منزل من الشوكولاتة أتناوله على مهل كل يوم ، ومضى زمن على هذه الأمنية التي لم يكتب لها التحقيق ، ولكنه كان حلما لذيذا ويكفي أنني استمتعت وأنا احلم به ..
في معرض أحلام الصغار أتذكر طفلا صغيرا ، كان يحلم بامتلاك الكثير من الألعاب ولكن لانتمائه إلى أسرة معدمة لم تجد أحلامه وقتئذ سبيلا للتحقيق ، اضطر هذا الولد إلى أن يستغني عن مدرسته وعن قسط من طفولته ؛ ليعيل الأسرة الكبيرة التي ينتمي إليها ، وتحسنت أحوال الأسرة بفضل هذا الولد الذي كبر وأكمل دراسته وتزوج ، وحين أصبح أبا كان يحرص على شراء كميات كبيرة وحديثة من الألعاب لأبنائه ويشاطرهم لعبها معهم .. فحقق هذا الرجل الذي كان ذاك الطفل الحالم بالألعاب أمنيته بطريقة أخرى ..
هذه القصة الواقعية ترفع من معنوياتي كثيرا ، فلعل أحلامنا التي لم تتحقق في أوانها يكتب لها أوان آخر في وقت ما ..!
من يدري  فقط علينا أن نظل حالمين ...
ليلى البلوشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق