الأربعاء، 13 نوفمبر 2013

فستان سهرة أم دزينة كتب ..؟!

فستان سهرة أم دزينة كتب ..؟!

الرؤية / العرب / الآراء

المرأة .. أنثى تحبذ فكرة الجمال ، أن تظل دائما وفي كل مناسبة متأنقة ، ولكن في كثير من الأحيان وفي بعض المجتمعات تكون هذه الأناقة مكلفة جدا ..!
سواء كانت هذه المرأة تتزين لنفسها أو لزوجها أو صديقاتها أو لمناسبة أو لغاية الجمال نفسه .. سأحدثكم قليلا عن نفسي وسأعترف بأنني في الماضي ، خاصة في أيام الجامعة كان حضور مناسبة يكلفني كثيرا ، فكل مناسبة تستدعي سوق .. أن أذهب مشاورير ذهاب وإياب إلى محال متعددة  ؛ كي أكون أنيقة في الحفل الذي يمتد ربما لساعة أو ساعتين ، وبعد الانتهاء من الحفل كان ضميري يأكلني .. ففي كل مرة أشعر بأنني ببدت أموالي على أشياء لا تفيدني بعد أن استخدمتها في ساعات مضت ؛ فكل ما دفعته من أثمان بلعه الماء وأصبح حبيس خزانة مظلمة أو صندوق ضيق أو مستودع ..!
وعندما تضاعفت اهتماماتي وأصبحت على صلة وثيقة بالكتب .. أصبحت الكتب هي من أولويات مشترياتي وصرت أدفع بلا تأنيب أموال لا بأس بها في كل معرض للكتاب ، ويبدو أن هذه الكتب التي كنت أقوم بشرائها ويلممنني صديقاتي عليها وعلى كميات شرائها هي من نحتت في أعماقي وعيا مغايرا ورؤية مختلفة للأشياء من حولي ، وهي من جعلتني أفكر قبل شراء أي شيء مادي ، خاصة ما يتعلق بحفلات المناسبات في مجتمع يرى أن أناقة المرأة في المبالغة والكلفة .. في مجتمع مرفّه تدفع فيه نساؤه مبلغ ثلاثة آلاف درهم أو أكثر لقطعة قماش أو حقيبة يد أو حذاء أو تفصيل عباءة مزركشة .. أو تبتاع كلها جملة واحدة بمبلغ وقدره ؛ لإتمام صفقة الأناقة ..!
لكن الكتب وكما عبرت آنفا .. كانت مبعثا في تغيير أفكاري وخططي وأسلوب تعاطيّ مع الحياة المادية .. واعتقد أن الأمر بدأ حين وقفت يوما مع أخواتي لشراء فستان سهرة كان بارع التصميم ولكنه باهظ الثمن .. باهظ أن أدفعه لليلة واحدة ولمدة لا تزيد عن ساعتين ؛ كي يتفرج العالم من حولي عليه وينتهي الأمر .. ربضت أمام الفستان الباذخ وأنا أضرب أخماسا في أسداس وأقول في نفسي : نعم استطيع شراء هذا الفستان وسأرتديه لليلة واحدة فقط ولمرة واحدة ثم يكون حاله كحال البقية الباقية من الفساتين سجينات الظلام والغبار والنسيان ..!
في وقت ذاته وأنا أتأمله كنت أفكر في كمية الكتب التي يمكنني أن أحصل عليها بالمبلغ نفسه ؛ تلك الكتب التي تغذي عقلي وهي نفسها التي تظهر جمالي الروحي ..
بعد هذه الحسبة .. خرجت من المحل فارغة بلا أكياس بينما من كن معي محملات .. ومن فوري اتصلت على صديقة مقربة وقلت لها : هل يمكنك أن تعيريني إحدى فساتينك لمدة ساعتين ..؟
بعد هذا الموقف .. أصبحت في كل مناسبة اسأل : فستان سهرة أو دزينة كتب ..؟

ليلى البلوشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق