الأحد، 27 أكتوبر 2013

حوار جريدة عُمان مع الكاتبة ليلى البلوشي عن مشروع متن والحراك الثقافي الإفتراضي ..

ليلى البلوشية: «متن» تسلط الضوء على المهمشين وتستند على النصوص المبدعة
قراءة النصوص وما يتوافق كنص جيد ومكتمل ينشر مباشرة -
الحراك الثقافي الافتراضي مذهل للغاية -
حاورتها: نسيبة المكتومية -
ما بين القوس والقوس .. متن.. وهامش في الأفق يسعى.. يفك وثاق الحرف.. قادم من مدائن الريح والملح.. هنا متن عصي على الغلق..”
هذه الكلمات التي وضعت كتعريفية للموقع الالكتروني “متن” والذي أنشئ ليكون شبكة للمبدعين الادباء العرب، والذي يضم مجموعة من الكتاب المعروفين من بينهم  سعاد العنزي مؤسسة “متن”، سعد الصماني الحارثي، السورية بثينة إبراهيم آلاء منذر، ليلى البلوشية، ود.زهير العمري، ود. ثائر العذارى، وهبة قرشي. وفي حوارنا مع القاصة ليلي البلوشية المسؤولة عن الجانب الثقافي لــ”متن” لتحدثنا عن افكار ومكنونات هذا الموقع الإلكتروني.

* نبدأ من “المتن” بعيدا عن “الهامش”، فلماذا كان الاول دون الاخير انتصارا للنصوص الادبية المهمشة مثل ما ذُكر في “كينونة متن”؟
سأستعير عبارة مؤسسة متن الناقدة الكويتية سعاد العنزي حين وضحت هذه الإشكالية بقولها: «إن مفهوم المتن يقتضي دوما البحث عن الهامش، مثلما المركز له أطراف، والعاصمة تقف بجانبها المدينة الصغيرة والقرية، والحي الشعبي، الأولى تحظى بأن تكون مركزا للرواد، والثانية تكون في حيز اللاموجود في وعي الغالب والمهيمن والمسيطر على المجال، أي مجال في هذا الوجود»..
من هنا كان متن وجاء الهامش ملتصقا به ..!
* في فضاءٍ افتراضي كان “متن”، فعلى اي قاعده يتكئ؟ وما الحاجه الوجودية له؟
يتكئ متن على أي نص مبدع سواء كان لمبدع مغمور أم معروف .. والحاجة الوجودية له هو تقديم جهود الشباب بشكل منظم حتى تأخذ حقها بالقراءة وتقديم معرفة منظمة .

* مع تعدد المدونات والمواقع الإلكترونية الأدبية والنقدية ، أي أفق ينتظره هذا الموقع؟

متن لعل اختلافها يكمن في كونها تسلط الضوء على المهمشين ، متن محاولة لاستعادة الضوء الذي سلب من هؤلاء المهمشين، هناك نجوم براقة في أفق الأدب بشتى فنونه، ولكن الضوء محجوب عنهم في حين ثمة نجوم بريقها باهت ولكن لا تكاد تخلو صحيفة أو مجلة أو منتدى أدبي من أسمائهم.. ولذلك أسباب كثيرة معروفة للجميع ولا داعي لذكرها، في متن الضوء على مقاس كل العقول .. متن تسعى إلى لملمة حزم الضوء لصالح الفكر الأصيل ولصالح الكلمة النبيلة.
* مؤسسو “متن” اسماء متجانسة تشكل وحدة تكوينية متكاملة، فكيف كان اسم ليلى البلوشية ضمن هذه الوحدة التكوينية؟
كان مشروع متن اقتراحا من الناقدة الكويتية سعاد العنزي هذه المرأة النشيطة مضمخة بأفكار مبدعة وكلها تصب في مصلحة الأدب والفكر والثقافة ومد طوق المحبة لفكر الآخر مهما كان مشهورا أو مغمورا، وقد اقترحت علي هذا المشروع كفكرة، فنالت إعجابي كما نالت اعجاب وثقة كل من الأعضاء الذين يشكلون اليوم كوكبة مجيدة من فريق واحد لكل منهم مهام معينة وهؤلاء هم: سعاد العنزي ناقدة كويتية وهي التي أسست متن، الأستاذ سعد الصماني الحارثي وهو لجنة الإرشاد والتوجيه النفسي، الكاتبة السورية بثينة إبراهيم وهي مسؤولة اللجنة الإعلامية وتشاركها في مسؤولية هذه اللجنة الناقدة السعودية آلاء منذر، أما مسؤولية اللجنة الثقافية فهي لي ليلى البلوشية ..
وانضم للفريق أيضا كل من الناقدين  السعودي د.زهير العمري والعراقي د. ثائر العذارى ، كما انضمت لمتن الكاتبة السعودية هبة قرشي.
ولعل أكثر ما يميز هذا الفريق هو تنوعهم؛ فلكل عضو من أعضاء متن يوم في التغريد، في هذا اليوم المخصص والمتفق عليه سلفا بين أعضاء الفريق ، يعرض كل واحد منهم أفكاره عن الأدب والفكر والثقافة ووجوه النقد وحوارات حية مباشرة مع كتاب وشعراء، وإثراء القراء بآداب غربية؛ في هذا الكوكتيل المختلف يجد القارئ .. الآخر المتعة والفائدة ، وكل ما يطرح في حساب متن تويتري تجدونه في مدونة متن ..!
* اي نوع من  الرقابة تفرض “متن” على كتابات المشاركين؟
متن لا يفرض رقابة ، متن تمضي على آلية قراءة النصوص وما يتوافق كنص جيد ومكتمل ينشر مباشرة في مدونتها ويناقش أيضا بين الأعضاء والنقاد وينشر له قراءات من قبل النقاد، أما بقية النصوص تحرص متن على مناقشتها بين الأعضاء والتغريد عنها في حسابها التويتري لتعم الفائدة، وأيضا مراسلة أصحابها لتقوية بعض جوانب القصور والنقص.
في متن لكل نص وقته وأهميته .. في متن لكل فكر احترامه.
*  وجودك الدائم في الفضاء الافتراضي ومع وصول عدد زوار مدونتك “اتنفس بهدوء ” لــ60  الف زائر تقريبا، كيف تنظرين للحراك الثقافي في العالم الافتراضي؟

الحراك الثقافي الافتراضي مذهل للغاية..! كسر العالم الافتراضي بطرق تواصله المختلفة جليد الذي كان جدارا ما بين الكاتب والقارئ، كما أنه أخرج الكاتب من عزلته؛ هذا التواصل غذى الحياة الثقافية للكاتب كما غذى مخزون أفكاره ، ولهذا نرى اليوم أصبح لكل كاتب حساب تويتري أو فيسبوكي ويطل على قرائه ويتواصل معهم ، وهذا يقلص من حجم الحدود والمسافات التي كانت رابضة ما بين الكاتب والآخر.
كما أنه يوسع من دائرة النقاشات حول كتابه وآراء القراء فيه، وفتح مجالا شاسعا أمام الكاتب ليعرض أحدث كتبه ويروج عنها بطريقة سلسة كما يروج الكتّاب في الغرب عن كتبهم وأحدث إصداراتهم ويذهبون في جولات كثيرة نتيجة لذلك، طبعا الكاتب العربي مايزال سجين خجله أو احراجه ربما فيجد نوعا من الحساسية في عرض أفكار مشاريعه وكتبه، ولكن العالم الافتراضي أتاح له سبل ذلك بأريحية وبساطة وكتواصل محب بينه والقارئ ..!
والأهم أنه أتاح حرية مختلفة للكاتب كي يعبر عن أفكاره وهمومه ومشاغله كإنسان أولا ثم ككاتب؛ رغم القوانين واللوائح التي شمعّت بها العوالم الافتراضية في الأعوام الأخيرة وهذا يعني أن الكلمة معرضة للمساءلة والعبارة التي تكتبها من 140 حرفا قد تكلفك حياتك وحريتك كإنسان وككاتب … وكما يقول الشاعر محمد الماغوط :” ما من موهبة تمر بلا عقاب “..!
* ما هي طموحاتك المستقبلية والتي تودين تحقيقها من خلال هذا العالم الافتراضي؟
لدي شجرة أحلام كبيرة.. أسقيها على مهل ، تكبر هذه الأحلام … تكبر شجرتي وأنا الطفلة التي تمد يدها إلى ثمارها لعلها تحظى بأكثرها نضجا ولذة ...
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق