السبت، 8 فبراير 2014

طقوس أورهان باموق في الكتابة ..!

طقوس أورهان باموق في الكتابة ..!

نشر في آراء ..

" ثلاثون عاما وأنا أكتب " ..
ظل الروائي التركي الحائز على جائز نوبل للأدب " أورهان باموق " يردد هذه العبارة ببراءة طفولية التي لا يمكن له كتابة رواية دون حضور وميضها .. يرددها بحاسة مفرطة تشعره بمذاق الصبر واللذة الذي قطعه في أشواط  مشواره الأدبي ؛ فالمدة الزمنية الشامخة تتجلى فيها مهنته الأحب ، بالشيء الذي يمده بالحياة وهي كتابة الروايات ..!
أعوام الكتابة الثلاثون تتسلقه كقدر لذيذ ، حيث تكمن سعادته المثلى . العظمى . الكاملة .. حين يلتهم جرعته اليومية من الأدب ، تلك الجرعات يلقمها كمريض على موعد يومي مع ملعقة دوائه .. ارتبطت تلكم الجرعات اليومية بذاكرته مذ طفولته حين اكتشف بأسى أن مرضى السكر يحتاجون حقنة كل يوم وفكر أنهم نصف موتى مثله ؛ هم يحتاجون إلى دواء ليبقوا وامضين بالحياة كل يوم يمضي بهم .. وهو بالمقابل يحتاج إلى الأدب . القراءة . الكتب . الكتابة . الإلهام . الأفكار .. ودونها هو نصف ميت ..!  
وحين تأمل ذاته مع الأدب وأولئك المرضى نصف الميتين رأى أنه لا يختلف عنهم " لابد أن اعتمادي على الأدب يجعلني نصف ميت بنفس الطريقة ، خاصة أنني عندما كنت كاتبا صغيرا شعرت بأن الآخرين ينظرون لي كإنسان مقطوع عن العالم الحقيقي ومن ثم محكوم عليه أن يكون " نصف ميت " ، أو ربما التعبير الصحيح هو " نصف شبح " .. أحيانا كنت حتى أستمتع بفكرة أنني ميت بالكامل وأحاول أن أتنفس لأعيد الحياة إلى جثتي عن طريق الأدب " ..!
أما عن الغياب الزمني عن حواس العالم الخارجي بكل ضجيجه انتصارا لزمنه الداخلي ، لحواسه الضاجة بالأفكار والرؤى والإلهام ؛ ففي هذا يعبر باموق واصفا بدقة حاجته ككاتب إلى فكرة منعزلة تبعث الحياة في عالمها الخاص : " الجوع الحقيقي هنا ليس للأدب وإنما إلى غرفة أستطيع فيها أن أكون وحيدا مع أفكاري ، في مثل هذه الغرفة أستطيع إبداع أحلام جميلة عن نفس الأماكن المزدحمة تلك اللقاءات العائلية والمقابلات المدرسية والوجبات الاحتفالية وكل الناس الذين يحضرون ... ، أصنع من قوام العالم المعروف عالما جديدا " ..!
أما عن الوقت الذي يقضيه في غرفته وحيدا ووحدها أفكار تهجم على عزلته ؛ لينتشل منها ما يضاعف من ابتكاره لعالمه الكتابي أو كقارئ جيد يحفز من خلالهما بهجته الداخلية فيقول : " أفضل علاج على الإطلاق ، وأعظم مصدر للسعادة هو كتابة نصف صفحة جيدة كل يوم ، لمدة ثلاثين عاما كنت أقضي معدل عشر ساعات يوميا وحدي في غرفة ، أجلس إلى مكتبي ، وإذا أحصيت فقط العمل الجيد الذي يمكن نشره ، فإن معدلي اليومي سيكون أقل كثيرا من نصف صفحة .." !
وهذه النصف من معدل طول الصفحة وعشر الساعات التي يقضيها وحده مع أفكار تتزاحم وتتراخى وتعلو وتسقط تعتمد على معيار الجودة الذي يخضع لمحاسبة صارمة ، ودقيقة ، وحساسة .. وهذا مصدر من مصادر تعاسة الكاتب كما يعترف " باموق " : " معظم ما أكتبه لا يرقى إلى ما أرى أن المعيار القياسي للجودة في نظري وهذا مصدر عظيم من مصادر التعاسة ..!" ..
ما الذي يجعل الكاتب يستمر في الكتابة كل يوم أو بشكل مستمر ..؟! إنه الأمل وحين يتشبث بخيط هذا الأمل فإن إلهامه الكتابي .. الدفق الإبداعي سيبقى حيويا .. مؤججا بالأفكار والاستمرارية " الكاتب الذي يعتمد على الأدب مثلي لا يمكن أن يكون شديد السطحية لدرجة أن يجد السعادة في جمال الكتب التي كتبها هو نفسه ، ولا يمكن أن يهنئ نفسه على عددها أو ما حازته هذه الكتب .. فالأدب لا يسمح بوجود مثل هذا الكاتب الذي يدّعي أنه ينقذ العالم ؛ بل إنه هو الذي يعطيه الفرصة لإنقاذ اليوم ، وكل الأيام صعبة على وجه الخصوص عندما لا تمارس أي كتابة ، والنقطة المهمة هي أن تجد أملا كافيا لتستمر حتى نهاية اليوم .." !
لكن حين تكون الفكرة مستعصية .. حين تعاند الفكرة الخيال .. حين تتحمس كمشهد مكتمل ثم سرعان ما تنطفئ فإن المزاج كله يبدو تعيسا " لا استطيع أن أفقد نفسي في كتاب . أولا يتغير العالم أمام عيني ؛ يصبح بغيضا بدرجة لا تحتمل والذين يعرفونني يمكنهم رؤية ذلك يحدث ، لأنني أنا نفسي أصبح مماثلا للعالم الذي أراه حولي ، على سبيل المثال تستطيع ابنتي أن تعرف أنني لم اكتب جيدا في ذلك اليوم عندما ترى اليأس القانط على وجهي في المساء ...، وإن استطعت العمل بشكل جيد يمكن أن أنقذ نفسي من الوقوع في انسحاب تام إلى حالة الميت الحي " ..
أحيانا الحياة تخيّر الكاتب ما بين الكتابة أو نفسها .. ما بين مشاغلها الخارجية التي تهطل من سماوات شتى كالسفر ، ودفع فواتير الغاز ، أو الخدمة العسكرية ، أو شئون سياسية ، أو عوائق أخرى التي تتسرب في داخل الكاتب كالإسمنت ، وما بين الحياة الأخرى الغائرة في عمق الروح .. ولكن هل ستتنازل الحياة عن حقوقها في حياة الكاتب ، هذه الحياة التي تتآمر لتبقى ..؟! وبتعبير " أورهان باموق " : " هذه التعاسة من المحتمل أن تنمو ؛ لأن الحياة مليئة بالأشياء التي تتآمر على إبعاد الشخص عن الأدب " ..!
كأن الكتابة جدار .. جدار أشبه بحاجز نفسي يقينا مؤامرات الحياة التعيسة والمضجرة ، بل الكتابة هي سلوى كما أنها غطاء يقينا من شرور الآخرين " نستلهم الرواية من الأفكار والعواطف والرغبات والغضب وهذا نعرفه جميعا ، ولكي نستعد أحباءنا ، ولكي نقلل من شأن أعدائنا ، ولكي نمجد شيئا نغرم به ، ولكي نفرح بالكلام الذي نؤلفه بأنفسنا عن شيء لا نعلم عنه شيئا ، ولكي نجد البهجة في أوقات ضاعت ونتذكرها ، ولكي نحلم بفعل الحب أو القراءة أو الانهماك في السياسة ، ولكي ينغمس كل واحد منا في قلقه وهمومه الخاصة وعاداته الشخصية كل هذا وأي عدد من الرغبات الأخرى الغامضة .." !
ولكل كتابة متماسكة خطة تحكم ربطها عبر أفكار صغيرة سرعان ما تكبر بنفسها عبر لهيث حكايات يخيل لوهلة أنها على قرابة كعائلة واحدة ، وكل منها تعرض ذاتها بطريقتها الخاصة ، عبر كاتب يحيا في أجوائهم الداخلية ، ويخير الزمان والمكان المتخيل ، ويرسم شخوصا وكأنه مجموع شخوص بأسماء متعددة ، ويحدث كثيرا ويحدث غالبا أن تعاند الخطة خيال الكاتب ؛ فتعبر عن نفسها بنفسها أو بتعبير رولان بارت " الرواية تكتب نفسها بنفسها " .. وهكذا تنحت معظم الروايات قوامها " وقبل أن أبحر سوف أكون قد وضعت خططا : قسمت القصة التي أريد أن أحكيها إلى أقسام ، وقررت أية موانئ سوف تزورها سفينتي وأية أحمال سوف تحملها وتنزلها طوال الطريق وأكون قد قدرت وقت رحلتي ورسمت بيانا بمسارها ولكن لو أن الريح هبت من مناطق غير معلومة وملأت أشرعتي وقررت تغيير اتجاه قصتي ، فلن أقاوم .. فإن ما تسعى السفينة إليه بغابة التوهج هو الإحساس بالاكتمال والإتقان في لعب طريقها وقد نشرت جميع قلاعها .." !
ما القوة التي تتكئ عليها الرواية بثقة ، وتباهي بها ، تمضي معها إلى دروب حكاياتها بعزيمة ولذة مشتهاة ..؟! إنه الإلهام .. من الإلهام يمتص رحيق حكاياته الخلابة " إن كتابة رواية هي الانفتاح على تلك الرغبات والرياح والإلهامات .. وأيضا على تلك الفجوات المظلمة في عقولنا ولحظاتها الملتفة بالضباب والسكون .." !
ما الرواية ..؟ تتباين وجهات نظر كل روائي عن آخر .. وعند كاتب روائي ثري كـــ" أورهان باموق " تصادف أكثر من تعريف للرواية في خياله السارد " فما الرواية إن لم تكن قصة تمتلئ أشرعتها بتلك الرياح ، قصة تجيب وتبني على إلهامات تهب من مناطق مجهولة ، وتقبض على كل أحلام اليقظة التي اخترعناها من أجل اختلافنا وتبايننا ، فتجمع كل هذا معا في كل له معنى .."
تتماهى تعريف الرواية عند " باموق " وتنساب عبر صور وأشكال ومعان متعددة ؛ ففضاءات الحكي لديه شاسعة كما ربق أحلامه الفسيحة " الرواية هي وعاء يحمل داخله حلما بعالم نتمنى أن نحتفظ به حيا إلى الأبد .. الروايات تتماسك بالقطع الصغيرة من أحلام اليقظة التي تساعدنا من لحظة دخولنا إليها على نسيان العالم المضجر الذي نتوق إلى الهرب منه وكلما كتبنا أكثر كلما أصبحت تلك الأحلام أكثر ثراء واتساعا وأكثر تفصيلا .." !
الكتابة ليست علاجا فقط ؛ بل هو اكتشاف المجهول .. وجس ما لا يمكن النيل منه عبر الواقع .. الكتابة مشروع خيال .. والخيال مشروع اختراع " نحن نكتشف العالم من خلال الكتابة وكلما عرفناه أفضل كلما كان من الأسهل أن نحمله معنا في كل مكان داخل رؤوسنا وإذا كنت في وسط رواية وأكتب جيدا ، أدخل إلى أحلامها بسهولة ذلك أن الروايات هي عوالم جديدة نتحرك داخلها بسعادة من خلال القراءة أو حتى باكتمال أكبر عن طريق الكتابة : والروائي يقوم بتشكيل أعماله بتلك الطريقة التي تجعله يحمل بسهولة أكبر الأحلام التي يتمنى التعبير عنها .."!
من متع الكتابة العظمى وجل عنفوانها إنها كما يعبر " أورهان باموق " " تقدم تلك الأعمال السعادة للقارئ اليقظ ، فإنها أيضا تقدم للكاتب عالما جديدا متماسكا ومتكاملا يمكن أن يفقد نفسه داخله ويبحث عن السعادة في أية ساعة من ساعات اليوم ، لو كنت أشعر بأنني قادر على خلق ولو جزء دقيق من مثل هذا العالم المدهش المعجز ، لشعرت بالرضا في اللحظة التي أصل فيها إلى مكتبي ومعي قلمي وورقتي " ..
وحين يبلغ سرد الكاتب قمة إبداعه وينتهي من عمله ويقدمه كهدية مذهلة .. ككتاب مكتمل وفي الوقت نفسه متفرد بنفسه ومستقل عن كاتبه .. يرى مجده الذي يقبل عليه الناس ويتقاطرون من أرجاء شتى .. كل ذلك يجعله يتساءل بحيرة كبرى ولها رعشة لذيذة في آن " كيف يمكن لعادة تعتمد على مباهج ومتع شخص واحد أن تنتج عملا يستمتع به كل هذا العدد من الآخرين ..؟ "
قيل إن الطفل في أعماق الكاتب هو الذي يقوم بجميع الأدوار .. هو الذي يسرد .. يرقص .. يبكي .. يغني .. يحتفل .. يتشاءم .. شقي ومجنون ولعوب ومتزن وخامل وكسول وعبقري " إن أعظم فضيلة للروائي ذي الخيال المبدع هي قدرته على نسيان العالم كما يفعل الاطفال ، أن يكون غير مسؤول ومستمتعا به ، أن يلعب حول المكان – بقواعد العالم المعروف – ولكن في نفس الوقت أن ينظر عبر رحلات خياله المحلقة بحرية إلى المسؤولية العميقة الخاصة بالسماح فيما بعد للقراء أن يفقدوا أنفسهم في القصة .." !
لكن ما سر الطفولة في حياة الكاتب .. الروائي ..؟! السر يكمن في تلك البراءة الطفولية " القضية التي رفعت ضدي والمآزق السياسية التي وجدت نفسي فيها حينئذ ، حولتني إلى شخص أكثر " سياسية " و" جدية " و" مسؤولية " مما أردت أن أكون : حالة وضع عام محزن ، وحالة نفسية أكثر مدعاة للحزن ، دعني أقولها بابتسامة .. كان هذا هو السبب في أنني لم أقدر على الدخول إلى البراءة الطفولية التي بدونها لا يمكن لأية رواية أن تكون ممكنة " ..!
لكل كاتب زمنه الخاص .. الزمن الذي يرتاح له وينتمي إليه بكامل وعيه .. هذا الوعي الذي يسبر مرحلة اللاوعي بمجرد ما تجسه روح الكتابة وإلهامها وألقها المبهر .. الزمن الذي يكتب فيه فيحيا وجودا آخر .. مع أشخاص وبيئات ووجوه وأسماء تبرز إلى الواقع وتحجب وجود الكاتب . المؤلف . الروائي " كنت أظل أستيقظ كل صباح مبكرا جدا ، قبل وقت طويل من استيقاظ الملايين العشرة من سكان إسطنبول الآخرين ، وأحاول الدخول إلى الرواية التي كانت ترقد هناك غير مكتملة في سكون منتصف الليل ، كنت أفعل هذا لأنني كنت شديد التوق للعودة إلى عالمي الثاني المحبوب وبعد أن أجهد نفسي كثيرا ، كنت أبدأ في جذب خيوط صغيرة من رواية من رأسي وأراها تتلاعب أمامي .. " !
هناك وصفة سحرية سار على تطبيقها الروائي " أورهان باموق " كانت وراء كتابة الروايات السبع التي كتبها حتى وقتنا هذا ، تلك الوصفة أو المبدأ ما يسميه " باموق " تدعى " الكاتب الضمني " يقابله في تواز أشبه بلقاء ودي " القارئ الضمني " .. بناء على مبدأ قدمه الناقد والمنظّر العظيم " ولفجانج إيسر " * ...
فمن هو " المؤلف الضمني " الذي يكون وراء كل كتاب يا ترى ..؟ يصف معناه ومغزاه وتفاصيله الروائي " أورهان باموق " بقوله " عندما كنت أحلم بالمشاهد والعبارات وتفاصيل كتاب آخر بدلا من إكمال الرواية التي كنت أكتبها بالفعل ، قفزت هذه النظرية إلى ذهني ، ولازمها الإيحاء التالي : لكل رواية لم تكتب ثمة مؤلف ضمني .. وهكذا فلا يمكن أن أكون قادرا على إكمال هذا الكتاب إلا عندما أعود مرة ثانية لأكون هذا المؤلف الضمني .."
ويتعمق التوضيح أكثر حين يسترجع " باموق " الأعوام الثلاثون لدرب الأحلام والإلهامات والرؤى والأفكار والمشاق والصعوبات والخيبات والآمال ، الذي قاده إلى ما هو عليه اليوم من كاتب روائي عظيم " إنني أفهم الآن لماذا ، لمدة ثلاثين عاما ، كرست كل قواي لأن أصبح الكاتب الضمني لتلك الكتب التي أتوق لكتابتها .. ليس من الصعب الحلم بكتاب .. إنني أفعل ذلك كثيرا ، مثلما أقضي الكثير من الوقت في تخيل نفسي شخصا آخر .. الأمر الصعب هو أن تصبح الكاتب الضمني لكتاب حلمك ، وربما يكون هذا أكثر في حالتي لأنني لا أريد سوى أن أكتب روايات طموحة ، سميكة ، كبيرة ، ولأنني أكتب ببطء شديد هكذا " ..!
لكن كاتبا بحجم " أورهان باموق " لا تفتر عزيمة طموحه الجبار أي إحساس باليأس والاستسلام بل يمضي بثقة كبيرة نحو أرض أحلامه ليكتب عنها كما لو كانت واقعا ، كما لو أنها صارت حقا " فبعد أن نشرت سبع روايات ، أستطيع أن أقول باطمئنان إنه حتى لو كانت الروايات تأخذ بعض المجهود ، فإنني قادر عن ثقة بأن أصبح المؤلف الذي يستطيع كتابة كتب أحلامي " ..
رواياته السبع التي تركها خلفه كما يعبر " باموق " كان وراءها كاتب ضمني " كل هؤلاء الكتاب الضمنيين السبعة يشبهونني ، وعلى مدى السنوات الثلاثين الماضية أصبحوا يعرفون الحياة والعالم كما يرى من إسطنبول ، كما يمكن رؤيته من نافذة نافذتي .."
ويظل أعظم أمل يرفرف في حياة كل كاتب هو أن يظل كاتبا منتجا لكتب بأفكار عظيمة تتوق لها روح الكتابة وروح القراء المخلصين " إن أعظم أمل لي أن أستطيع كتابة روايات لثلاثين سنة أخرى ، وأن يكون هذا عذرا يجعلني قادرا على أن ألف نفسي في شخصيات أخرى جديدة " ..!
ونحن كقراء وكمحبين لكاتب بخيال خلاب وفاتن كـــ" أورهان باموق " نرجو أن يظل يسرد لنا سحر حكاياته اللذيذة ، أن يظل يكتب لثلاثين سنة أخرى روايات ضخمة وسميكة وطويلة عن شخوص تشبهنا ، نقبض من خلالها على أحلامنا الشاسعة .. تنبض قلوبهم كما لو أن قلوبنا هي التي تنبض بالحب والوفاء وذاكرة عميقة المدى ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أخذت عبارت الروائي " أورهان باموق " من كتابه ( ألوان أخرى ) من مقالة " المؤلف الضمني "  ، دار الشروق ، ط2009م ..
*ابتدع الناقد "ولفجانج إيسر" نظرية أدبية رائعة تضع القارئ هدفا لها ، فهو يقول إن معنى الرواية لا يكمن في النص ولا في السياق الذي يقرأ فيه ، ولكن في مكان ما بين الاثنين ، وهو يؤكد أن معنى الرواية لا يظهر إلا بعد قراءتها ومن ثم فعندما يتحدث عن " القارئ الضمني " فهو يعطيه دورا أساسيا لا يمكن الاستغناء عنه ..

ليلى البلوشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق