الثلاثاء، 21 مايو 2013

طهاة بشار وطناجر ضغط أمريكا ..!


 
 
طهاة بشار وطناجر ضغط أمريكا ..!

 

الرؤية / العرب

 

لعل أعظم عقاب في الدنيا للطغاة المستبدين هو الرعب الداخلي والخوف المتعاظم والوسواس المريب الذي يرشقونه لكل قريب وبعيد يدنو منهم ..!

هؤلاء الطغاة رغم أنهم يملكون من خزائن الأرض وكنوزها ، وعلى الرغم من الأسوار المطابقة لناطحات السحاب والجنود المجندة الذي يسهرون على ردع أي خطر عنهم إلا أنهم محرومين من النوم الذي ينعم به الإنسان البسيط الذي بالكاد يحصل على قوت يومه .. محرومين من الراحة النفسية التي ربما ينالها متشرد بلا مأوى أكثر منهم  ..!

وبما أن شاغل الساحة العربية والعالمية في الوقت الراهن هو الطاغية الشبيح " بشار الأسد " الذي ابتلي به الشعب السوري الحر ؛ فقد كشفت مصادر استخباراتية غربية وشرق أوسطية عن عزل الرئيس السوري بشار الأسد لنفسه داخل قصره خوفا على سلامته الشخصية، مضيفة أن الأسد قلص دائرة المحيطين به إلى عدد من المستشارين وأفراد عائلته فحسب ، وليس هذا فقط بل إنه يعيش في عالم منعزل منكمش لدرجة أنه يغير طهاته الذين يطبخون طعامه باستمرار كما أنه يغير غرفة نومه في كل ليلة ..!

كما تقلص ظهوره على محطات التلفزة المحلية والعالمية ، فيما أصبح دائم التنقل داخل قصره خوفاً من رصاص قناصة ، فضلاً عن تشديد الرقابة على معدي طعامه وعلى كل تفصيل يشمل حياته الشخصية بحيث أصبح هذا الرئيس المزعوم مشغولاً بأمنه أكثر من قواته العسكرية ..!

إنه الشك المريب والعقاب الدنيوي الذي يلاحق ككابوس كل مستبد وظالم على وجه الأرض ، وليس بعيدا عن حالة الشبيح بشار حالة أمريكا اليوم والتي هي الأخرى تشهد وسواسا قهريا من " طناجر ضغط " ..!

" طناجر الضغط " يبدو أنها غدت تشكل أزمة في أمريكا منذ انفجارات بوسطن التي تمت بواسطة قنابل محشوة في طناجر ضغط ، وهي طريقة بدائية ووسيلة قد استخدمت في هجمات في أفغانستان وفرنسا منذ التسعينيات ..!

ولهذا الوسواس الأمريكي المتعاظم والقلق المريب جعلهم يحاصرون منزل عربي سعودي بسبب " طنجرة ضغط " كان قد استخدمه المتبعث  السعودي في ولاية ميتشيجان الأمريكية في طهي الكبسة مما أثار قلق جارته التي اعتبرت القدر يشبه ذاك الذي استخدم في تفجيري ماراثون ، وهو ما دفعها لإبلاغ مكتب التحقيقات الفيدرالية " إف بي آي " التي تجاوبت مع البلاغ وقامت بمحاصرة منزل المبتعث السعودي وتفتيشه والتحقيق معه..!

وبعد البلاغ فوجئ المتبعث السعودي بفرقة من " إف بي آي" أمام باب منزله ، وقاموا بالتحقيق معه داخل المنزل، وكانت أسئلتهم تدور حول دراسته وتاريخ قدومه الولايات المتحدة والنشاطات التي يمارسها خارج الجامعة ، وعندما سألهم بدوره عن سبب الزيارة المفاجئة والاستجواب فسأله أحد الضباط ما إذا كان قد خرج قبل يومين بقدر طهي لونه رصاصي لمكان ما ، فأخبرهم أنه قدر ضغط دائما يستخدمه السعوديون في طهي الكبسة ..!

كما علق  المبتعث السعودي : " سألوني عن المكان الذي ذهبت إليه بالقدر، فأفدتهم أنني أخذته إلى شقة أحد زملائي المبتعثين لغرض العشاء ، ومن ثم أعدته إلى منزلي في اليوم التالي ، فطلبوا مني رؤيته ، وعندما شاهدوه قالوا لي علي توخي الحذر في التحرك بمثل هذه الأدوات .." ..! وغدت كل طنجرة ضغط محل شُبهة وإرهاب في أرض أمريكا ..!

إنه الخوف .. إنه الوسواس القهري .. إنها الريبة من كل شيء ، تتأمل ذلك وفي ظل تأملك تستدعي موقفا عظيما من صفحات التاريخ ، تاريخ إنسان عربي ومسلم وشخصية قل نظيرها في العالم العربي الإسلامي بأجمعه هو الحاكم العادل " عمر بن الخطاب " رضي الله عنه ، وها هو التاريخ يستدعي وفي كل مرة  قدوم المرزبان " رسول كسرى " إلى المدينة يريد مقابلة أمير المؤمنين عمر - رضي الله عنه-  فطفق يبحث عن قصر الخلافة والحصن المنيع وهو في شوق إلى رؤية ذلك الرجل الذي اهتزت خوفا منه عروش كسرى وقيصر ، ولكنه لم يجد في المدينة قصرا ولا حراسا فسأل الناس :  " أين أمير المؤمنين عمر..؟ فقالوا له : لا ندري ولكنه لعله ذاك النائم تحت الشجرة " .. فلم يصدق الرجل ما سمع ، فذهب إليه فإذا به عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قد افترش الأرض والتحف السماء وعليه بردته القديمة ، فوقف المرزبان مشدوها مستغربا وقال قولته المشهورة :  " حَكَمت ... فعَدلت ... فأمِنت ... فنِمت ... يا عمر " ..

حتى أن شاعر النيل " حافظ إبراهيم " خلدّها في  قصيدة شعرية قال فيها :

وَراعَ صاحِبَ كِسرى أَن رَأى عُمَراً            بَينَ الرَعِيَّةِ عُطلاً وَهوَ راعيها

وَعَهدُهُ بِمُلــــوكِ الفُرسِ أَنَّ لَها              سوراً مِنَ الجُندِ وَالأَحراسِ يَحميها

رَآهُ مُستَــغرِقاً في نَومِهِ فَرَأى               فيهِ الجَلالَةَ في أَسمى مَعانيـــها

 
ليلى البلوشي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق