الثلاثاء، 25 يناير 2011

الأديبة العمانية ليلى البلوشي في حوار مع مجلة أخبار جزائر الثقافية



الأديبة العمانية ليلى البلوشي لمجلة أخبار جزائر الثقافية :

الحرية مسؤولية بغض النظر عن المفاهيم ، وأعظم ما يتصف به الكاتب : الصدق والتواضع مع نفسه قبل الآخرين ..

२५ / १ / 2011م

تعد ليلى البلوشي واحدة من الكتاب الشباب في سلطنة عمان، نشيطة، وعميقة في فكرها، تشعر أمامها أنك قبالة مثقفة جديرة بالاحترام بصدق، جميلة في أحلامها التي تتجسد في نصوصها أو في مقالاتها الأدبية، وكونها تعيش بعيدا عن سلطنة عمان لم يمنعها من الانتشار عبر الشبكة العنكبوتية ككاتبة عُمانية تحمل خصوصياتها العمانية، مثلما تحمل إرث فكري وثقافي عماني لا يمكن تجاهله أو القفز فوقه، في هذا الحوار مع مجلة أخبار الثقافة، تحدثت هذه العمانية الجميلة عن هموم المثقف، وأحلامه، في ظل جملة من المفاهيم التي تحتاج إلى إعادة تشكيل على أساس صادق وعملي ..


مجلة أخيار الثقافة: لو طلبت منك أن تقدمي "ليلى البلوشي" للقارئ، فماذا ستقولين عنها؟
ليلى البلوشي: قال لنا مرة مدرب في إحدى دورات تنمية الذات بأن أفضل طريقة يقدم فيها الإنسان نفسه هو سردها في قصة قصيرة : ليلى البلوشي وأنا عمانية ولدت وترعرعت في دولة الإمارات ومازلت مقيمة بها، أحب القراءة، وحبي للقراءة قادني إلى الكتابة وشجرة الكتابة في داخلي تفرعت إلى كتابة القصص القصيرة والمقالات ومحاولات شعرية فاشلة، كما أنني باحثة وناقدة في مجالات أدب الطفولة و حبي لبراءة الأطفال وصدقهم اللامحدود هو ما دفعني لهذا المجال الشاق ، لهذا فلا تندهشوا إذا ما رأيتم أصابعي تضغط على مقص عوضا عن قلم، فثمة أفكار تخدع عقل الطفل العربي وتهدمه لابد من قصها.. ولي هوايات أخرى غير الكتابة منها: التأمل والمشي خصوصا تحت المطر، مراقبة المسنين وهم يتنفسون الحياة، حضور دورات تطوير الذات وبرمجتها، والاستماع إلى الآخرين؛ لهذا دائما أبرر صمتي الكلامي بقولي: " أحب أن اسمع "، ومن خلال ما اسمع أتكلم كتابيا، وأدركت فضيلة الصمت في إحدى محاضرات الأدب في الجامعة، فالمحاضر الدكتور كان بين يديه كتاب للأديب والناقد " شوقي ضيف " وكانت صورته مطبوعة على غلاف الكتاب فقال لنا معرفا له: انظروا لصورة هذا الرجل لقد كان كلامه أنفاس بينما كتاباته مجلدات ضخمة..


مجلة أخيار الثقافة: تطرح في الآونة الأخيرة إشكالية المثقف والراهن.. هل ابتعد المثقف عن راهنه إلى الحد الذي يعود فيه التساؤل عن دور المثقف إزاء واقعه، وإزاء المتغيرات التي تحدث بين الفنية والأخرى؟
ليلى البلوشي: " الأدب يسبق الحياة " كما يقول الكاتب التركي " أورهان باموق ، فعلى المثقف أن يكون مع المتغيرات ويناهضها، ولكن بشروط؛ فبعض المتغيرات تفرز نتائج معاكسة، للمثقف دور مهم وهذا الدور يتبدى أهميته في تصعيد وسائل الوعي لدى الآخرين بشكل ايجابي ، يناهض لديهم الجوانب والإمكانات والطاقات التي تصب في صالح القضية، فالمثقف هو إنسان بطبيعته مضطلع ولديه كم من الخبرات ما ليست موجودة عند الآخر العادي، وهنا يكون التأثير وتبعاته ، والوطن يعلو بوعي مثقفيه॥


مجلة أخيار الثقافة: وكيف تفسرين غياب المثقف عن المتغيرات، فهو إما داخل السلطة يتكلم باسم الحاكم، وإما خارج السلطة منسحب أحيانا عن قضية التأثير والتغيير؟ ما رأيك؟
ليلى البلوشي: المثقف ليس غائب بمعنى لا نستطيع أن نجزم فعليا بغيابه، ثمة اختلاف وجهات ثقافية، بعضها يصب في جانب الحياة العام وبعضها الآخر يصب في الجوانب السياسية أو الاجتماعية أو العاطفية وهلم جرا، ثمة نمط حماسي أولئك الذين يكون عندهم الفعل الكتابي يوازي الفعل الشعوري؛ لهذا لديه نزعة ثورية كلوركا وغيفارا، بينما النمط المفكر فإن ما يجري على الساحة يراه بصمت كمتفرج، لكن تأثيراتها تصب في ممارسات أخرى ككتابة آراء حول رؤيته أو عمل فني تشكيلي معزز للوضع الراهن ، ويبقى نمط أولئك الذين لا في العير ولا في النفير سوى أنهم يدّعون الاهتمام من باب الادعاء بالاهتمام على أساس أنه نوع من برستيج ثقافي॥ إذن التغيير والتأثير يتراوح وفق اختلاف تلك الأنماط ..


مجلة أخيار الثقافة: ما حدث في تونس مؤخرا مثلا عرى النخبة الثقافية التي بدت خارج التغطية.. أليست هذه صورة المثقف العربي في النهاية؟
ليلى البلوشي: هنا برز صوت الشعب، صوت الإنسانية قبل صوت المثقف، لأن ما فعله محمد بوعزيزي هذا الإنسان العادي لا يوازيه أي لفظة مهما بدت وقعها في الصوت المثقف، في هذه الحالات وفي مثل هذه الثورات الناس ليست بحاجة إلى مثقف إنها بحاجة إلى تكاتف بشري حقيقي تتحدث بلغتهم المكافحة والبسيطة॥ وليس من المعقول أن يقف الشعب يقرأ تلك الشعارات بينما تلك الحشود متجمهرة بحمية الوطيس في الشوارع العامة متمثلة بوقفتها تلك الشعارات ويرددها بالصوت والصورة، هنا يتغلب الفعل على الكلمة مهما بلغت حدة هذه الكلمات.. تأتي دور الكلمات بعد ذلك، ففي تونس في الوضع الراهن يأتي دور المثقفين في كافة المجالات المختلفة لبث الوعي ولتقوية دعائم الوحدة والوقوف الموحد ضد كل بذرة شريرة تنكل بوحدة الشعب.. هنا في مثل هذه الحالة دور المثقف كدور الخبز؛ لتغذية الوعي الشامل في الشعب..


مجلة أخيار الثقافة: لوحظ في الفترة الأخيرة اشتغال الكتابة على الحرية التي تداخلت مفاهيمها بين الحرية المادية والمعنوية، كيف تنظر ليلى إلى هذه الإشكالية؟
ليلى البلوشي: الحرية مسؤولية بغض النظر عن المفاهيم، لكن ثمة فكرة خاطئة في عقول البعض عن ماهية الحرية خصوصا المرأة الكاتبة فبعضهن يعتقدن أن الحرية هو التفسخ الخلقي، بمعنى أن أتعرى قدر ما أستطيع من ثيابي وأطرح أفكاري الليبرالية المخالفة للقيم، أما بالنسبة للرجل حتى يكون كاتبا ومثقفا، فعليه أن يتخلى عن أخلاقياته ويعاقر الممنوعات كي يغدو كاتبا حرا॥! كل ما سبق هي نماذج عتيقة تحتضن في داخلها حريات منفلتة لا مسؤولة.. هذه المفاهيم الخاطئة هي التي مالت اعتقادات البعض إلى أن الكاتب أو الكاتبة هم منحلون أخلاقيا..! وليس يعني من ترتدي تنوره قصيرة بأنها منحلة ولا من تستر جسدها من رأسها إلى أخمص قدميها هي مثال للأخلاق، هذا يعود لطبيعة كل انسان ونشأته، ما اعنيه هنا هو تحوير الحرية في مفاهيم آثمة تخالف مقاصدها الحقيقية .. الحرية مسؤولية أخلاقية، حريتي ككاتبة لا يعني أن أسفه القيم والمبادئ على حساب أشياء أخرى، يرى البعض أن الكاتب هو إنسان فوضوي لا علاقة له بالأخلاق، بينما لو مررتم على مقالات الأديبة " أحلام مستغانمي " ستجدون أنها كثيرا ما نوهت في مقالاتها أحاديثا حميمية حول علاقتها مع الصلاة وحول الدين، وهي ما تزال قامة أدبية شامخة بالإبداع والالتزام لم يعطل مشوارها الأدبي ولا تألقها الفكري، وحريتها مسؤولة.. في إحدى المرات عبرت لي إحدى الكاتبات عن ضيقها من لبس العباءة وعزت ارتداءها إلى أسباب منها إرضاء الآخرين والمجتمع فقط ..! بالله عليكم، إذا كانت هذه الكاتبة تمارس أمور تخل بقناعاتها الشخصية على حساب الغير، فأي كلمات تلك التي ستضخها لبث مفاهيم الحرية..؟! " من السعادة في كل عصر أن يكون هناك من لديه فردانية كافية وشجاعة كافية ليقف من أجل قناعاته " هكذا يقول " روبرت جرين انجرسول ".. والحريات كما أشرت في إحدى حواراتي السابقة بأنها أنواع، منها ثوري عام لا تكتفي بتحرير نفسها بل لديها نزعة جماعية لتحرير الآخرين معه كحرية غيفارا ونيلسون مانديلا، ومنها أسطوري خاص وهي رغبة الإنسان في تحرير نفسه من سجون مجتمعه।


مجلة أخيار الثقافة: وما مفهوم الحرية بالنسبة إليك ككاتبة؟
ليلى البلوشي: بالنسبة لي هي حرية مسؤولة كما أشرت سابقا، حرية تدفعني نحو تحقيق أهداف وغايات تبني من ذاتي وكياني أمام نفسي والآخرين، الحرية هي أن أقف بصدق أمام البرجماتية، هي أن أفند الأفكار التي تهدم الإنسانية، هي أن أمارس دوري الحيوي في الحياة كأي شخص في هذا العالم الشاسع॥ أي كما يقول " ممدوح عدوان ": " أنا أصرخ ويجب أن تبقى لي هذه الحرية "، والمهم جدا أن يكون الإنسان سيد نفسه حتى يمتلك حريته، والحرية عبء لمن اعتاد على العبودية..


مجلة أخيار الثقافة: لعل الملفت للنظر اشتغال العديد من الكاتبات أيضا على أدب الجسد، والسرير أكثر من اشتغالها على القضايا الإنسانية، كيف تنظرين ككاتبة إلى ذلك؟
ليلى البلوشي: أدب الجسد والسرير تشبعن منه، ظهر في زمن ما كموجه هائلة اجتاحت روايات وقصص الوطن العربي كموضة وطريق سهل للشهرة، عصرنا اليوم لا يتحمل هذا النوع من الترف، كيف اكتب عن جسدين يرسمان حكايتهما في سرير واحد وأنا أقرأ وأشاهد وأسمع آلاف من الأطفال المرضى والمعدمين، ضحايا الزلازل والبراكين والفيضانات॥؟! لكن من الممكن أن أوظفها طبيعيا في مقطع روائي أو قصصي برؤى مختلفة كوسيلة للهروب من الشرور، كواجهة للضياع الإنساني كما نجد في روايات الياباني " هاروكي موراكامي " خصوصا روايتيه " الغابة النروجية " و" جنوب حدود غرب الشمس "، إننا نضخ الحب في كياننا رغم النكبات؛ لأننا بحاجة لهذا الضخ كي نحيا، المسألة هكذا ببساطة ..


مجلة أخيار الثقافة: هذا يقودني إلى سؤالك عن مدى اقترابك من المتن السردي النسائي في الوطن العربي؟
ليلى البلوشي: المتن السردي النسائي لا اجزم متابعتي الدائمة له، لكن ثمة فعلا أقلام مغايرة بدأت تعي واقعها، بدأت تكتب بتطلع أكبر نحو الآخر، أعني بالآخر هنا الإنسان والعالم على سبيل المثال لا حصر الكاتبة السعودية " زينب البحراني "، لديها عقل كتابي حافل وهي نشيطة جدا، إنها من ذاك النمط الذي يشعرك بأنه يفهمك ويفهم معاناتك جيدا، ولا اعرفها شخصيا حتى لا يؤول كلامي على أنه ثناء على معرفة شخصية بيننا، رغم انه ليس ثناء بقدر ما هو حقيقة॥


مجلة أخيار الثقافة: وماذا عن سلطنة عمان؟ حدثينا عن المشهد الثقافي والأدبي في سلطنة عمان؟
ليلى البلوشي: يقول المتنبي: خذ ما تراه ودع شيئا سمعت به॥ حديثي الآن عن المشهد الثقافي والأدبي في عمان هو عن رؤية وعن سماع وأتابع المشهد الإبداعي من الخارج بعدسة القلب ومرآة العقل، في آخر قراءة عن هذا المشهد قُدمتْ ورقة عن المشهد الثقافي والأدبي في سلطنة عمان في الملتقى الثقافي الأول لدول مجلس التعاون الخليجي الذي أقامته اتحاد الكتاب في الشارقة ، ونشرت في إحدى الجرائد المحلية الإماراتية حيث أقيم، أضحكتني الأسماء الواردة؛ لأنها متوقعة تماما، حتى يخال للبعض أن المشهد الثقافي في عمان كأنه معرض لفن تشكيلي في كل معرض مقام مهما تباعدت فتراتها الزمنية، فإنها تستعرض اللوحات نفسها على الجدران ..! طوال تلك السنوات ونحن نقرأ الأسماء عينها سواء في صحف عمان ومجلاتها وكتب نقادها ومهرجاناتها وكأن لا أحد غيرهم .. عندما اقرأ صحف ومجلات بلادي أقول لنفسي: أين الباقون والباقيات؟ ثمة أسماء أعرفها في عقلي وآخرون اسمع عنهم من الصديقات، ولكن لم يحدث أن قرأت لهم، ونادرا ما اسمع عنهم في مهرجان أو مؤتمر ثقافي..! قالت لي مرة إحدى القاصات شاكية إنهم لا ينشرون لي في الصحيفة الفلانية، سألتها: لماذا وكتابتك مبدعة؟ قالت ببساطة: لأنني لا املك واسطة.. هكذا ببساطة مطلقة..! كتابتها لا ينقصها الإبداع وحجب عن النشر، بينما ثمة كتابات خالية من الإبداع وتنشر..! الناقد " حامد بن عقيل " قال في أحد حواراته بأن " كل ثقافة ناشئة تحتاج إلى ما تتشبث به؛ كي تتضمن لها من خلاله وجودا ثقافيا مميزا " هؤلاء الناشئة في عمان إن لم تستقبلهم صحف ومجلات بلادهم فمن سيحتضن إبداعاتهم ..؟! فالترويج للإنتاجية بالعلاقات الشخصية ومنافع خاصة هو تظلم حقيقي يقضي على الإبداع الحقيقي ويقتله.. تكررت هذه الشكوى من كتاب عديدين ومن كلا الجنسين خصوصا في الآونة الأخيرة، وهذا طبيعي لأن الوعي بدأ يجس النبض ..! ما يفسد الأدب في عمان للأسف هو " الشللية "، من فترة قريبة جدا قال لي أحد الصحفيين هناك ليلى اكتبي في عمان، سأحاول جرك للكتابة في عمان لقد قتلتنا الشللية هنا، والفارغون أكثر ضجيجا..! ومن وقت ليس ببعيد بعثت لي إحدى الكاتبات رسالة فحواها أن السفير العماني في اسبانيا وقع اختاره على ترجمة بعض قصائدي الشعرية للغة الاسبانية وكانت ثمة قائمة بأسماء الشعراء المختارين، والذي اختار هذه القائمة هو السفير نفسه، وقع اختياره عليّ وفق متابعاته الشخصية واختياره تلك الأسماء دون غيرها ليست من الضروري لأفضليتهم على غيرهم، فلابد أن للسفير خطة معينة جعلته يضم تلك الأسماء ضمن جدولة الترجمة، وكانت القائمة تحمل بعض أسماء جديدة لشعراء لم اعرفهم ولم اقرأ لهم، والمتوقع دون أدنى شك إذا ما اعتمد السفير على غيره من الكتاب في وضع تلك القائمة؛ لتغيبت منها أسماء معينة .. ! صراحتي هذه تطعن فقط الشلليين، علا وعسى توقظ ضمائرهم النائمة في بياتها الذي لا ينتهي، حكمّوا ضمائركم ولو لمرة واحدة، أفسحوا المجال للآخرين، لسنا في ساحة " حرب " اكسروا الراء لتكون " حب "، أيها الشلليون لا داعي مطلقا لأن نتوكأ على الآخرين، ولا أن نضخ مديحا ليس في مكانه على أحد؛ فالإبداع الحقيقي وحده يشق طريقه بقوة في كل مكان، كالقلب الدافق بالحب يفترشه الحب في كل مكان.. سقف وطني زاخم بعدد كبير من الكتاب والكاتبات، ينبغي عليهم ألا يقفوا مكتوفي الأيدي في وجه أولئك الشلليين الذين يهمشونهم في الظل، وأن يطالبوا بحقوقهم في النشر والإبداع وأن يؤمنوا بقدراتهم.. بينما في المجتمعات الأخرى نجد تواصل محب بين الكتاب، على سبيل المثال ساحة الأدب الثقافي في السودان فصراعات الجنوب والشمال على المستوى السياسي لم تطل علاقات كتابهم، ففي كل الحوارات والدراسات السودانية هناك ذكر حاشد وحافل بأسماء الآخرين والمثقف المحاور في كل حواراته تجد لديه حرص على ذكر غيره قبل نفسه بتواضع جم ، وآخر ما قرأته حوار مع الروائي المرشح لجائزة بوكر العربية الروائي " أمير تاج سر " ولم ينس كعادة المثقف السوداني عن ذكر الآخرين ..الجهة المشرقة في المشهد الثقافي والأدبي في عمان هو" الملتقى الأدبي للشباب " للرمز الثقافة والأب الروحي الشيخ " هلال العامري " - فليمدده الله بالصحة والعافية وبعمر مديد - فهذا الشيخ الشاب هو دافق الروح والإبداع في أوصال الملتقى الأدبي الذي يقام سنويا في ولاية من ولايات سلطنة عمان العامرة، خرّج أجيالا من الكتاب والكاتبات وكأنه يخّرج أبناءه وبناته، إنني أقف أمام هذا الرجل بفكره النبيل بامتنان واحترام وحب كبير ।


مجلة أخيار الثقافة: كيف تفسرين غياب صوت المثقف العماني عنا في الجزائر، وفي المغرب العربي، خصوصا الصوت النسائي؟
لا أدري ، ربما يعشقون شرانقهم ببساطة ॥! وجهت هذه السؤال لنفسي منذ سنوات، عندما كنت انشر في كثير من المواقع الأدبية لدول الوطن العربي دون أن ألمح أو أجد أي كاتب أو كاتبة عمانية عدا الشاعرة " ريم اللواتي " وكنا أنا وهي الفراشتان الوحيدتان من العمانيات تنشران في بعض تلك المواقع.. واذكر جيدا أن بعض المواقع الالكترونية الأدبية في عمان كانت من ضمن شروطها أن يكون العضو كاتبا أو كاتبة عمانية ولا يسمح لغيرهم في الدخول وعندما سجلت في إحداها منذ سنوات اضطر مدير الموقع من أن يتأكد من هويتي؛ فالكثيرون كانوا يعتقدون بأني إماراتية ومازال ..! وأيضا الأمر نفسه في مسابقاتهم والتي تطلب مشاركا عمانيا، وربما للمسابقات ظروفها وخططها الخاصة كما في كل دولة .. قصارى القول: إذا أنا لم أطرق باب جارتي الجديدة؛ فلن أعرفها يوما، والانتظار كي تأتي هي إلي وتعرف بنفسها فهو انتظار ضائع..


مجلة أخيار الثقافة: وما مدى اقترابك من الأدب الجزائري؟ ومن السرد النسوي الجزائري؟
ليلى البلوشي: اقترابي من الأدب الجزائري كان قريبا مذ البدء في الكتابة، فاحتكاكي بكتاب الوطن العربي كان قبل احتكاكي بكتاب من وطني، كنت اكتب وأشارك في مواقعهم، ولي صداقات تربطني مع كتابهم وكاتباتهم مذ وقت طويل كالقاصة فاطمة الغولي والقاص صباح السعدي॥ وفي الأدب الجزائري ظهرت بعد آسيا جبار وأحلام مستغانمي أسماء مبدعة لا يمكن تهميشها مطلقا كياسمينة صالح وفضيلة الفاروق والقاصة نسيمه بولوفة وفاطمة بريهوم وغيرهن الكثير، الصوت النسائي في الجزائر بارز ومتنوع ..


مجلة أخيار الثقافة: ماذا تقرأين الآن؟
ليلى البلوشي: الآن اقرأ كتاب " هندسة الكلام " للمؤلف الدكتور " إبراهيم الغنيم " ، هو كتاب ابتكاري رائع بحوزتي مذ مدة طويلة وهذه هي قراءتي الثالثة للكتاب نفسه ॥


مجلة أخيار الثقافة: ماذا تكتبين؟
ليلى البلوشي: آخر ما كتبت مقالة بعنوان " رجاء نقاش في عيد ميلادي " سينشر قريبا بإذن الله ॥


مجلة أخيار الثقافة: كلمة ترغبين في قولها عبر موقعنا؟
ليلى البلوشي: الحروف المكابرة لا تمنح أدبا؛ فأعظم ما يتصف به الكاتب في كل زمان ومكان هما الصدق والتواضع مع نفسه قبل الآخرين ..

هناك 4 تعليقات:

  1. ليلى البلوشي ..

    آنا شخصيه معجبه ب كتاباتكي وأسلوبكي المذهل ..
    واصلي ابدآآعك ..
    الى الامام ..

    تحياتي
    بسمه البلوشي

    ردحذف
  2. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    معلمتنا الغاليه :. ليلى
    نحن من أشد المعجبين في كتاباتكي الرائعه

    آستمري مع الابداع يامعلمتنا
    و الى الامام

    طالباتك المحبات :.
    ساره و ايمان و عفراء

    ردحذف
  3. طبعاً انا من اشد المعجبين بكتاباتك الرائعه ,, وبأسلوبك الراقي ..
    ودوما احرص ع قرائة الكتب التي تكون من تأليفك ..
    وايضا احرص ع متابعة ما هوو جديد ..
    الله يحفظكِ والى الامام دوما ..
    طالبتك السابقه:-
    ساره يوسف..

    ردحذف
  4. السلا عليكم..
    اشكرك جزيل الشكر ع هذه الكتابات التي في قمة الروعه ..
    دوماً متألقه ومتميزه يا معلمتي ..

    طالبتك:-
    سميه يوسف..

    ردحذف