الأربعاء، 3 فبراير 2010

كبسولات مدرسية .. ق . ق . ج


كبسولات مدرسية
ق . ق . ج


نبوءة

تداعى صوت المعلم وسط طلابه ، وهو يشير لخارطة العالم :
- كوكبنا معّرض لمخاطر احتباسات حرارية ، وهذا لن يكون أقل تأثيرا على المحاصيل الزراعية والحيوانية بشتى أنواعها في السنوات القادمة ..
قطع تلميذ نجيب حديث الدرس قائلا :
- لا داعي للقلق يا أستاذ ؛ فالأجيال القادمة سيكونون من آكلي لحوم البشر ..!


قبل وبعد

( 1 )
المعلمة قبل الزواج

تدخل الفصل بوجه متجهم وشعر مشعث ، بينما تهديداتها تسبقها :
- ولا كلمة ، احبسن أنفاسكن جيدا ..!
تدوّن على السبورة بتأن :
العنوان ، التاريخ ، حكمة اليوم ، ملخص الدرس وحديث مسهب عنه ..
أثناء الشرح :
- عائشة ، تحجبي جيدا ، ويلك إن وقع عيني على خصلاتك الملونة مرة أخرى .. !
- وأنت ِ يا منى ، آخر مرة أراك في هذا المريول الضيق .. !
- و ما هذا الطلاء الأحمر على أظافرك يا سارة ، هل نحن في حفل .. ؟!

( 2 )
المعلمة بعد الزواج

تدخل الفصل بابتسامة تشقها نصفين ، تخربش عجلى على السبورة ..
تتثاءب وهي تعتذر :
- عذرا يا تلميذات ، لا مزاج لدي لشرح درس اليوم ..
و تتابع :
- واااو يا عائشة ، لون شعرك جميل ، ما الصبغة التي تستعملينها.. ؟!
- ياااااي يا منى ، مريولك المخصر تفصيله رائع ، هل لي أن أعرف من أي خياط تم تفصيله .. ؟!
- وأنت يا سارة ، طلاء أظافرك الأحمر مدهش من أين اقتنيته .. ؟!


جيل عصري

المعلمة : ما هي طموحاتكن في المستقبل ؟
التلميذة الأولى : أن أصبح مغنية كنانسي عجرم ..
التلميذة الثانية : يا سارقة ، هذا طموحي أنا وليس من حقك أن تطمحي إليه .. ؟!
التلميذة الثالثة : أنتِ السارقة ، بل هو طموحي أنا ؟
الرابعة : لا ، إنه طموحي ؟
الخامسة : إنكن سارقات أنا التي طمحت لذلك ؟
السادسة : كيف هذا وأنا أقدركن لهذا الطموح ؟
الصف كله : لا .. أنت .. اسكتي .. نعم .. هااا .. تبا .. خرقاااء .. الخ .. !
تلميذات الصف كلهن تشابكن في عراك صوتي وجسدي ..
والمعلمة ضاع صوتها عبثا بين طموحاتهن .. !



صوتها عورة

ران على طباعها الصمت ، بل إن زميلاتها في الفصل أكدن للمعلمة أنهن لم يسمعن حسها أبدا ، وحين عجزن باقي المعلمات إخراجها عن صومعة صمتها المقدس ، لم تثنِ المعلمة الجديدة عزائمها ، وبعد عدة محاولات شاقة معززة إياها بإغراءات مادية ، تمتمت حنجرتها المتيبسة صوتا ضئيلا ... وحين بدت عبارتها غير مسموعة ، طلبت منها المعلمة أن تعيد ما تقولته ، فأعادت العبارة بصوت خانق هزّ صداه المدرسة كلها :
- يقول أبي دائما : " اخرسي يا بنت .." ..!



2008م

هناك تعليق واحد:

  1. سعيد الهطالي27 سبتمبر 2011 في 2:54 ص

    كبسولات منشطة ومقوية يا ليلى جعلتنا نصدق نبؤتك من قبل ومن بعد حتى صرنا كجبل عصري وصوتنا من قوة المنشطات غدى عورة..

    ردحذف