الجمعة، 4 سبتمبر 2009

لعبة الغميضة مع صرصور مدلع


لعبة الغميضة مع صرصور مدلع ..


14

كيف هي علاقتكم مع الحشرات ؟
خصوصا الصراصير الناعمة ، التي تموت بمجرد هرسها بالقدم ..
علاقتي مع الصراصير وثيقة ، وكثيرا ما ألمحها في كل مكان أتواجد فيه ،
فهنا في مقهاي المفضل لطالما كان يشاطرني في طبق السلاطة ،
واللعين يجيد الاختباء تحت الطماطم المقطعة ، هذا حاليا ..
ولو أدرت لكم اسطوانة ذاكرتي إلى الوراء ، حيث كنت تلميذة في المدرسة ،
فكثيرا ما كنت أخيف معلمة الرياضيات والتي كانت ضخمة وطويلة القامة بصرصار ميت
، ولا زلت إلى الآن اذكر ضعضعت صوت صراخها المهول الذي قلب الفصل رأسا على فوضى ..

وحينما طالت ضفائري الحريرية ، كان ما يزال الصرصور بطل مقالبي ،
وحين طلب منا أستاذي في الجامعة كتابة أبيات شعرية بنمط غير تقليدي
لم أجد سوى الصرصور مؤهلا كثيمة إلهام خصوصا لحظتئذ كان يتجول تحت قدمي ..
كان إلهاما رائعا .. ورغم أنني اقترفت جريمة قتل في حقه بكعب حذائي ،
إلا أني حصلت بفضله على الدرجة النهائية في قصيدتي التي غدت من نمط مبتكر ،
كما أذاع الأستاذ في القاعة العريضة التي كانت في هرج ومرج حقيقي ..


أآآآآ.. الحكاية لم تنته بعد .. !


فعندما حصلت على الدرجة التي حقدني عليها الكثيرون ،
لمحت تحت قدمي ، تحت كعب حذائي تحديدا صرصوران صغيران مع صرصورة كبيرة ،
كانوا يلملمون بصعوبة ما تناثر من بقايا الصرصور الذي هرسته بكعب حذائي الحاد كالمسمار ..
وفي تلكم اللحظة شعرت بانبعاث نظرات حقد حقيقية تتراشق نحوي من أعين الصراصير الثلاثة ،
بل إن قرون استشعارهم كانت تلوح نحوي بمقت ، قبضني رعب حقيقي لحظتئذ ،
وسرعان ما تحول هذا الرعب إلى كوابيس تؤرق هدوء لياليّ التي هرب منها ملاك النوم
وحلّ محلها شيطان الكوابيس ، لدرجة رأيتني في إحدى كوابيسي بأنني تحولت إلى كائن بشري ضئيل الحجم
وكانت صراصير كثيرة تطاردني وترجمني بالحجارة ..!
استطال ذاك الكابوس شهورا حتى خطرت لي فكرة أسعفت حالتي التي لا تسر سوى الأعداء ..

وها أنا بعد أن أرحت ضميري أتساءل : هل يا ترى عائلة الصرصور المقتول بكعب حذائي الحاد
أقنعهم الصرصور البلاستيكي الذي وضعته في مكان مخبئهم في ذاك اليوم كدفع دية ؟!
يتساءل داخلي ذلك بينما أدفع بحذر مدلع الصرصور الذي قرر على ما يبدو أن يلعب معي لعبة الغميضة ..

هناك 4 تعليقات:

  1. بوح جميل!
    ما أعرفه أن الذكر الصرصور يتميز بصرصرة مزعجة لا تصدرها انثاه!
    بعكس عوالم أخرى يعاني فيها الذكر من صداع الأنثى!
    ثم إن هذه الحشرة بعد احتكاكها بإنسان فإنها تعود إلى جحرها لتنظيف نفسها!

    تقبلي مروري.

    ردحذف
  2. ليس لهذه الدرجة يا شذى ،

    رغم أن الشر مطلوب أحيانا خصوصا إذا ما كان المرء يتعامل مع مجرمين لا يفهمون سواها لغة :)

    كل عام وأنت العيد

    ليلى

    ردحذف
  3. في عالم التماسيح يا موسى أنثى التمساح تحاول جاهدة أن تمنع ذكرها من التهام صغاره ..

    والطامة أن من عادة أطفال التماسيح أن يدخلوا أفواه أمهاتهم للحصول على الأمن ؛ ولكن أحيانا يخذلهم تشابه الشكل بين الجنسين فإذا ما حصل ودخل الصغير المسكين فم والده لكانت وليمة له يطحنها بأنيابه الحادة بلا أدنى تأنيب ؛ لأنه فاقد فطريا لحاسة الأبوة التي أنعمها الله على الآخرين ..

    كل عام وأنت العيد ،

    ليلى

    ردحذف