السبت، 19 سبتمبر 2009

منديل من الوداع سيرثيك هذا العيد


منديل من الوداع سيرثيك هذا العيد ..!


( 1 )

لم وجهك مختبئ هذا العيد ؟!
فتشت عنه في الأفق
لعل غيمة شقية سرقته مني ،
ذلك ما ظننت ..
فتشت عنه في الأرض ،
لعل غزالة اصطفت به دوني ،
ذلك ما اعتقدت ،
سألت عنه الريح
لعل عاصفة طائشة حلقت به بعيدا عن أجوائي
سألت عنه البحر
لعل حورية سحرته بأهدابها الجميلتين
حاورت الجبال والبراكين والزلزال
والبذرة النقية في جوف الصحراء ،
تهت وتاهت الطبيعة من حولي ..!


( 2 )


ثقيل هذا العيد ،
ووجهك المقدس على صفحة الماء يتوارى حينا
وينفقئ حينا آخر فقاعة ،
ووجهك المقدس يحمل التيه والغياب والمنفى
خلف تلك التلال كان يطالعني كل يوم :
صباحا آخر أشتهي يقظته ..


( 3 )


حين كانت الشمس تحتضر،
يحتضر آخر جرحك
كرجل اخترقت رصاصة عدوه صميم قلبه ،
كنت تضع غيابك
في صميمي ..


( 4 )


هل كلمتني يوما : أن ليلك سيطول .. ؟!
كانت لياليّ تدثر بعضها
وتستر في الظلام شغفها
وكان عواؤها يئن بلا صوت
خشية أعين النهار ..
هل كلمتني يوما : أن الموج سيثور.. ؟!
كان صافيا حين ركبته ،
كانت أما تستودع وليدا ،
وكان حنينك يرتعش في ثنايا معطفك الشتوي
وكان وجهك مألوفا لدي
كما كنت أجسه دائما ..
وجه عصفور ينتفض من البرد ..
أراه اليوم على كل سارية ،
أراه وكأنّي لا أراه .. !


( 5 )


هل ينأى القوس عن وتره ..؟!
وهل يجرح السكين صانعه ..؟!
وهل يدمي القلب نفسه ..؟!
حيثما كنت ،
قوسا ، سكينا ، قلبا
حيثما كنت
ابق ..
وجها ضائعا ..


( 6 )


سأنقش كفي بالحناء هذا العيد ،
وسأرتدي ثوبا جديدا ،
وسأكحّل عيناي ،
وسأتقاسم الفرح مع الصغار ،
و لن أبحث عن وجهك في الزقاق ..!


( 7 )


لن أترقب وجهك في المرايا
حين تخبو كضوء شمعة ،
سأجس في الظلام وجها آخر ،
يحملني إليه
نقاؤه ،
منديلا من الوداع سيرثيك هذا العيد .. !



28 / 9 / 2008م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق