الخميس، 3 مارس 2011

الأرض تدور حول الآخرين ..! في الملف العربي والخليجي الراهن

الأرض تدور حول الآخرين ..!
" في الملف العربي والخليجي الراهن "

1 ـ عندما تضيق الدوائر خناقا :

قديما كان يستدعي امتلاك عدسات " مكبرة " ؛ كي تتضح الرؤى أمام الجمع ..!
لكن اليوم غدت الأمور " كاشفة " للقاصي والداني ، فبعد إطاحة أول عرش عربي بهرج في قصوره المخملية فوق ناطحات السحاب لسنوات مديدة تغير وجه التاريخ والعالم الأجمع ، وأضحت على حين فجأة بين ليلة وضحاها كل العروش مهددة بالسقوط العلني ، لكن المدهش حقا ولعل هذا الاندهاش فات ملك العرش الأول المخلوع السبّاق في يقظة شعبه الثوري ، هي أن البقية الباقية بدؤوا يتدبرون تدابيرهم ؛ لإسقاط تقصيرهم المستبد في حق شعوبهم على أكتاف الآخرين ، لعل من أهمها حتى الآن حبوب هلوسة والإدمان والتدخل الخارجي وتحريض مشايخ الدين وصفقات شراء " موقع الفيس بوك " ؛ في وقت توحدت فيه شعوب العربية التي اتفقت لأول مرة في حياة شعوبها مع ولادة الثورات نابذة خلفها الطائفية والقبيلة والحزبية ومشاحناتها الداخلية والخارجية ؛ جاء هؤلاء ليروّجوا وسائل جديدة ؛ هدفها المطلق والمتوحد هو تشغيل وإضعاف والهاء أبناء شعوبهم عن المطالبة بحقوقهم المدفونة في خزائنهم الخاصة ..!
طوال تلكم السنوات العجاف وهم يخدرون شعوبهم في حروب داخلية نفسية ، وحين تيقظت هذه الشعوب من شراك مكائدهم ابتدعوا وسائلا أخرى " للتعتيم " و" التضليل " ؛ ألهذه الدرجة من الإفراط تستنكرون وتستهينون بـ " عقول " و" يقظة " و " وعي " شبابكم ..!
فماذا يمكن أن يتوقع من أصحاب خيرات " كروشهم " المتدلية من حقوق الآخرين ، هؤلاء باعوا " ضمائرهم " في عهود " الرخاء " ألن يدفنوها في عهود " شقائهم " .!
الجميع يستصرخ متوحدا في وجوهكم : ماذا بعد ..؟!
هل لديكم مشاجب احتياطية أخرى ؛ كي تعلقوا عليها آثامكم في حق أبناء شعوبكم .. ؟! امنحوا الشعوب حقوقهم المستحقة ؛ وكونوا على يقين أن هذه الشعوب التي ستحصل على حقوقها منكم ، هم من سيقف كالبنيان المرصوص في وجه كل قوة معادية من الخارج إن وجدت ، كونوا على يقين تام من ذلك ..

2 ـ عندما شلّتهم الصدمة :

بعد ثلاثين أو أربعين سنة يتكهرب الزعيم " المخدوع " الذي كان يطل على شعبه من أبراجه العاجية ، كاشفا وكل حواس الدهشة ترعش كيانه المرهف أن شعبه يعاني من ويلات الفقر والذل والعبودية ..!
لا عذر اليوم مطلقا ، لا عذر ..!
فالتاريخ اليوم ليس كتاريخ أمس وهو اليوم لن يغفر لكم ؛ هناك رؤساء كانوا يتخفون في قطع الليل والنهار ؛ كي ينزلوا إلى مستوى شعوبهم ، هذا الكلام ليس من نسج الخيال إنه واقعي وحقيقي ولا ينتمي إلى عهد الخليفة العادل " عمر بن الخطاب " - رضي الله عنه - إنه اليوم في عصر " الفيس بوك " و" تويتر" ..
فلا مأساة أعظم من أن يكون الرئيس " مخدوعا " ، " مستغفلا " مهما اختلفت التسمية كان الأثر متقيح الوجع ..!
إنه تحول في التاريخ ، المشانق غدت في أيد شعوبكم ؛ إن كرما .. إن موتا ، يترك هذا لـ " حكمة " حكامها منذ بدء موقفهم من " الثورات الإصلاحية " ..
فحينها سيهتف الحشد : الحشمة والكرامة والولاء لـ " صاحب الكرامة " ..

3 ـ عندما يهينون أنفسهم :

يبدو أن الأمم العربية عبر أجيالها القادمة سترابط إلى قبر " بائع الخضار البوعزيزي " ؛ لأنه أيقظ الضمائر ، لأنه أطلق الأصوات المخنوقة ..
ضمائر الشعوب لم تمت يوما لكنها كانت تذبح إذا ما شعرت ، وضمائر السلطات العليا كانت ميتة قبل البوعزيزي ، لكنها اليوم تبرت من أصحابها الدكتاتوريين ، انتحرت ردحا للعار ، وما يُرى اليوم ليس سوى أصحاب بقامات فارغة أخطبوطية الجسد ؛ كي تستولي بكل ما تملك – رغم أنها لا تملك شيئا – للحفاظ على عروشهم ..!
إنكم " تهينون " أنفسكم ؛ فالشعب لا يهين ، كل ما صدر من قرارات إصلاحية وتغييرات جذرية في أجهزة الدول العربية من تاريخ ولادة " ثورة الياسمين " هو إهانة كبرى في حق " صادريها " ؛ لأنهم لم يكونوا " سباقين " ، ولم تصدر تلكم التعديلات من أجل عيون كرامة شعوبهم وراحتهم ، بل هي أشبه بـ " رشوة " لإسكات فم الثورات التي بدأت بل تسلقت عليهم ..
كفى إهانة لأنفسكم أيها الأعيان ، لقد انهار السقف ، سقف الخوف ، سقف الظلم ، سقف العبودية ، سقف الإهانات ، الثورات الشبابية اليوم تبني سقوفا جديدة : سقوف الحرية والعدالة والكرامة والإنسانية الإنسانية ، فلا للاستعلاء ولا للقبيلة ولا للطائفية ولا للديكتاتورية ولا للاستبداد ولا ولا ولا ..................
والحقوق المشروعة ستعود إلى أصحابها بطرق مشروعة مكرمة ..

4 ـ عندما تصرخ الجاليات الخارجية يا وطني :

إنهم هناك في " الخارج " وأيديهم على قلوبهم المكلومة هاتفين بحب عميق : " يا وطني " ، عزتك وشرفك وكرامتك فوق أعالي رؤوسنا ..
كل كرامة في الداخل تستدعي الخارج ، كل حرية في الداخل تستدعي الخارج ، كل عدالة في الداخل تستدعي الخارج ، الرباط مقدس بينهما أبدا ..
الحقيقة الأكيدة أن " الجاليات الخارجية " يوفرون من ميزانية دولهم الكثير ، لقد أسقطوا عن أعناق أوطانهم تفاصيل المعيشة ، ولم يحدث قط أن بادرت إحدى الأوطان في تاريخ الشعوب العربية إلى مطالبة مواطنيها من خارج الدول الأخرى ، ووحدها في تاريخ العالم كانت تنادي جالياتها باستصراخ ممتد هي " إسرائيل " التي توفر لهم عندما تستقدمهم من الخارج ليس الوظيفة الجاهزة ولا البيت المفروش بالكامل فقط ، بل حتى " ثلاجاتهم " تكون ملأى بالطعام بما يكفي لمدة شهر كامل ..!
اليهود " نفاية التاريخ " يعرفون كيف يكرمون أبناء جلدتهم ، رؤساؤهم يقولون لمرؤوسيهم : سبوا ، اشتموا الحكومة لا بأس ، فقط قولوا لنا ما هي مطالبكم ..؟!
والشعب العربي " أمة محمد – صلى الله عليه وسلم " ، نفاية مترامية في كل حدب وصوب ..!

5 ـ عندما يقول أصحاب الضمائر المليونية " لا " :

ليس فقط إعلامنا العربي " حمالة أوجه " بل إن " الأقنعة " تلازم أصحابها كالظل ، تتراوح " ضمائرهم " ما بين " لا " و " نعم " ..!
سلسلة " استقالات " في هطول ممتد بعد " مليون " صرخة ؛ فعلى حين فجأة استيقظ هذا الضمير بعد أن كان نائما في رغد الفساد والتجاوزات ، وعفا الله عما سلف ..!
هنيئا لضمائر الصرخة " الواحدة " و" الطلقة " الواحدة ؛ أولئك الذين قالوا بجسارة " لا " للعنف ، للظلم ، والاصقاء ، والتهميش ...

6 ـ عندما يتلاعبون بأمزجة الشعب :

" سأل صحافي غربي مواطنا عربيا عن أحلامه ، فأجاب : أحلم ببيت جميل أستطيع العيش فيه حياة صحية ، وعملا يدر علي دخلا ، وسيارة تفي باحتياجات عائلتي، و........ ، لكن الصحافي الغربي قاطعه قائلا : إنني أسألك عن أحلامك وليس عن حقوقك ..! "
حقوق سنوية ، حقوق عدة سنوات ، فكل " مكرمة " أو " منحة " أو " زيادة " مرهونة بوفاق تام مع " مزاج " السلطة العليا ، فإن كان " فرحا " كان رغد عيشكم ، وإن كان " ترحا " فلا حول ولا قوة إلا بالله ..!
نعم هذا الجيل الحديث جيل لم يعبر في تاريخ شعوبكم " المذبوحة " السالفين ، نعم إنهم شباب " التكنو " و" الهيب هوب " ، تربية معاصرة لقد ضربوا بصور الذل والهوان والصمت والخوف بعرض الطغيان ..!

7 ـ عندما يريد الشعب الحياة :

يهتفون بحس وطني نقي الصدق كدماء شهدائها : الشعب يريد الحياة ..
مطالب مشروعة تريد " الإصلاح " و " التغيير " ..
مطالب مشروعة تنبذ " العنف " و" التخريب " و " الفساد " ..
مطالب مشروعة تصب لـ " نهضة " و" كرامة " و" حرية " و" عدالة " كل فرد من أفرادها في داخل وخارج " وطنها " الغالي ..

وحفظ " الله " أوطاننا شامخة في ضمائر " أمينة " ..


ليلى البلوشي
Lailal222@hotmail.com

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق