الاثنين، 25 فبراير 2013

رجال الشرطة والمثقفين ..!


 
 
رجال الشرطة والمثقفين ..!

 

نشر في جريدتي الرؤية / العرب

 

بإعادة شريط الثورات إلى خلف تحديدا إلى " تونس " إلى لحظة حرق محمد البوعزيزي جسده بعد أن أوقف رجال الشرطة عربة الخضار وقاموا بتحطيمها وحين وقف البوعزيزي – بائع الخضار - أمام إحدى شرطيات الدولة يدلق بغضبه وقهره كإنسان معدم لا حول له ولا قوة عوضا عن السماع له وفهم خلفيات قهره وظروف عوزه قامت بصفعه على وجهه صفعة أهانت كرامته كإنسان .. إنسان معدم لا يملك سوى لفيف كرامته فأهينت إهانة من الصعب أن تبرأ في روحه الحرة ..!

ولنقف قليلا على خلفيات أحداث الثورة في " مصر " إلى الذي فجر ربيعها " خالد سعيد " الشاب المصري الذي خطفته رجال الشرطة وقامت بتعذيبه بسادية حتى مات فيه النبض ، وتفجرت الدماء وانفجر الشعب بدوره صارخين " كلنا خالد سعيد " في ميدان التحرير في 25 من يناير ، ولم يكن هذا التاريخ على وجه اعتباط بل هو يوم عيد الشرطة ؛ عيد تحول إلى احتجاج واعتصام ومظاهرة حاشدة تنكأ بتصرفات رجال الشرطة التي تبدلت شعارها مع مرور الزمن والمصلحة والمنفعة السياسية من " في خدمة الشعب " إلى " قاتل الشعب " ..!

ثورات الربيع العربي في معظم الدول التي اشتعل أوارها جاءت تعلن بجسارة فقدان ثقتها في الشرطة بالمعنى الأدق في رجال السلطة الذين تحولوا إلى وكر للنهب والاستغلال والوحشية والقتل وإهانة كرامة البشر وإهدار حقوقهم حسبما تقتضي منافعهم ومصالحهم ومراتبهم مع إسقاط مصلحة وأمن الشعب وحقوقه ، مما خلّف أزمة عدم ثقة إلى وقتنا الحاضر ما بين الشعب والشرطة ، ولعل أبسط مثال هي الأحداث الأخيرة في " تونس " مع اغتيال الشهيد " شكري بلعيد " حيث روت صحفية وهي جارة تسكن في العمارة نفسها الذي سكن فيه " بلعيد " روت أنها شاهدت تفاصيل ما جرى ولكنها لم تستطع ولم تتشجع أن تخبر رجال الشرطة والأمن في الدولة وذلك لأنها ما عادت تثق بهم ..!

وكما حدث في " مصر " أيضا من وقت قريب حين تعرض فندق سميراميس إلى هجوم بلطجي وظلوا لساعات وهم ينهبون بعد أن زرعوا الرعب عند نزلاء الفندق وكان معظمهم سياح من دول خليجية وعربية ، ولكن الشرطة ظلت متفرجة رغم استمرار نداءات المواطنين والسياح لطلب الحماية منهم ولكنهم مع ذلك حظروا متأخرين وبعد أن تعرض الفندق لخسائر فادحة وعايش النزلاء وضعا نفسيا غاية في الصعوبة وانفلت الأمر من عقاله ..!

أما على صعيد تعامل رجال الشرطة مع المثقفين في المجتمع فإنه غالبا تعامل وحشي من باب استعراض القوة وفرض سلطة فوقية والأمثلة وفيرة لا تعد ولا تحصى والواقع المحلي والعام وحده سيد المشهد والموقف والوصف ..!

وجد رجال الشرطة لخدمة الشعب ولكن أساليبهم وتصرفاتهم تقول إنهم وجدوا لخدمة السلطة فقط على حساب الشعب ، ولهذا فإن أي احتجاج أو موقف أو مظاهرة تظهر من الشعب تجاه السلطة فإن رجال الشرطة والأمن يحولونه إلى قضية شخصية ولا يتناولونها على أنها قضية رأي عام ، لدرجة تصل بالبعض إلى إهانة المواطن وضربه متناسيا أن هناك قضاء ومحكمة تضع العقوبات حسبما الإدانة والقضية ، ولكن بعض رجال الشرطة نصبوا أنفسهم  سلطة قضائية أخرى .. سلطة استفعلت جبروتها ، لأن العدل معدوم ، ولأنهم على يقين تام بأن لهم سلطة قوة على المواطن .. سلطة قاموا باستغلالها على وجه خاص وشخصي مسقطين بذلك المصلحة العامة .. للأسف هذه هي أساليب الشرطة في معظم دولنا الخليجية والعربية ..!

ولكن إن تأملنا قليلا رجالات الشرطة والأمن في دول غربية ، سنجد منظومة مختلفة تماما ، ستبهرنا العلاقة ما بين رجال الشرطة والشعب ، الشرطة التي تقوم بخدمة الشعب والشعب الذي يثق بالشرطة ويثق في إمكانية توفيرها للأمن فهناك سلطة تحاسب تقصير الجميع وهناك القانون على الجميع بلا استثناءات ..

مما اذكره في عهد الرئيس السابق " جورج بوش " قبض رجال الشرطة على ابنتيه التوأم لأنهما كانتا تقودان السيارة وهما في حالة سكر وقد تكرر سقوطهما في يد الشرطة على هذه الحال ، الملفت للنظر أن رجال الشرطة قاموا بواجبهم دون أن يلتفتوا للحظة أنهم قبضوا على ابنتي رئيس دولتهم - رئيس أهم دولة في العالم - رجال الشرطة آمنوا بالمصلحة العامة .. بمصلحة الشعب لا مصلحة سلطة معينة أو سيادة أو مال ..!

أما على صعيد تعاملهم مع الكتاب والمثقفين ، فاذكر مثالا تعرضت له الروائية العالمية " أليس وولكر " التي اعتقلها رجال الشرطة الأمريكية حين تظاهرت أمام بيت الأبيض مع مجموع من الكتاب والمثقفين من النساء حيث جاء وقفتهم للاحتجاج على حرب العراق في " يوم العالمي للمرأة " وتصف " وولكر " لحظة اعتقالها على يد رجال الشرطة حين تقدم منها شرطي ونظر إليها وهو يقول : " أوه ، لسوف تقلتني زوجتي لو أني رجعت للبيت وقلت لها بأني اعتقلتك ..! " فقد كانت زوجة الشرطي تحب " أليس وولكر " وتقرأ لها كثيرا ..

وتتابع " وولكر " وصف الموقف : " والحق أنه حين خرجت من الحجز قام رجال الشرطة بمساعدتي في ربط حذائي لأنهم ينتزعون منك حذاءك .. وبدأنا نتحدث عن أطفاله وأراد أن يعرف إن كنت كتبت كتبا للأطفال وكنت كتبت فعلا وهكذا أتيحت لي فرصة إرسال بعض الكتب لأطفاله .."

الموقف يوضح لنا بوادر علاقة الطيبة ما بين رجال الشرطة والمثقفين في مجتمعهم ، حيث يحضون بتقدير واحترام كبيرين ، فإن تعرضوا للاعتقال فإنهم لا يسعون إلى تشويه سمعتهم ، أو التلصص على كل تفاصيل حياتهم وعناوينهم صغيرها وكبيرها ، أو حتى مهاجمتهم بألفاظ نابية وسوقية وضربهم بما يهين كرامتهم الإنسانية ، أو تلفيق التهم لهم لغايات لا يعلمها سوى الله ..!

رجال السلطة والأمن في الغرب يؤدون وظيفتهم وفق ما يمليه عليهم ضمائرهم ، لا وفق ما يمليه عليهم أي أحقاد شخصية أو أوامر فردية من سلطة ما ..!

ختمت الروائية " أليس وولكر " تجربة اعتقالها على يد رجال الشرطة بقولها : " كانت تجربة جميلة جدا ؛ لأني أدركت بأننا حتى لو فكرنا أحيانا بالشرطة كأعداء لنا إلا أنهم عائلتنا حقا وغالبا خاصة كالنسبة لأفرو أمريكيين " ..

عبارتها تشير إلى نظرتين مهمتين أولاها أن الناس عموما ومهما كانت ثقافتهم ينظرون إلى رجال الشرطة كأشرار وهي نظرة ساهم بخلقها رجال الشرطة أنفسهم من خلال ممارساتهم العنيفة واللاقانونية في بعض الأحيان .. أما النظرة الثانية وهي تتكاثف حول تبديل النظرة نحو رجال الشرطة وهي نظرة أيضا يساهم في تفعليها الشرطة وتصرفاتهم ؛ فالشرطة منظمة أمنية وجدت في خدمة الشعب وعلى أساس مسؤولية هذا الشعار كان وجودها ، أما الشرطة التي جعلت جل ممارساتها طوعا لخدمة سلطة معينة أو سيادة ما فإنها خاسرة لا محالة وساقطة كما سقطت من قبل مؤسسات ودول والواقع زاخر بالأمثلة وكذلك التاريخ زاخم ..!

 

ليلى البلوشي

الخميس، 21 فبراير 2013

حوار في مجلة نمساوية نسوية : الربيع العربي من وجهة نظر النساء ..


 
 
حوار في مجلة التضامن النسوي العدد 123 لمارس 2013.. أجرى الحوار الدكتورة / الشاعرة / الصحفية : إشراقة مصطفى حامد ..

 

حوار بعنوان: الربيع العربي من وجهة نظر النساء ..

 

الفرع الأول : وجهة نظرك عن الثورات العرب ودور النساء فيها ما قبل وبعد ..؟ بالطبع انطلاقا من الوضع فى بلاد أخرى على سبيل المثال فلسطين/ لبنان ...

 

يمكنني أن أعد أعوام ثورات الربيع العربي بأنها أعوام نساء ؛ فمن خلال هذه الثورات التي بدأت في تونس ثم مصر و اليمن و ليبيا و سوريا برزت إلى الشاشة دور الفاعل والحازم للنساء في شوراع الثورات خاصة في اليمن حيث إنه مجتمع متماهي في ذكوريته وغالبا دور النساء فيه غير ملموس ولكن ثورات الربيع أكدت للعالم أن المرأة كائن فاعل وحر .. ما أكثر النماذج في عالمنا العربي ..!

الشابة " إسراء عبدالفتاح " كانت مفجرة إضراب " 6 أبريل " 2008م ضد الغلاء والفساد وجاء اسمها ضمن قائمة 12 شابة أسهمن في تغيير العالم عام 2011م وذلك بعد جهودها في التغيير الحادث في مصر والذي انتهى بثورة 25 يناير ..

إلى اليمن السعيد الذي استحال إلى يمن تعيس في عهد نظام بائد استولى كالإخطبوط على شريان الدولة ، لكن الشعب اليمني أدرك إنهم سائرين إلى الحضيض وأن لابد من مقاومة ذاك التمدد السافر والظالم والمستبد وهنا برق نجم الناشطة " توكل كرمان " امرأة شقت لنفسها طريقا واضحا ومتوثبا في الشارع اليمني ، وهي مهمة شاقة في ظل مكانة المرأة الهامشية والمتغيبة في مجتمع اليمني ، ومن تلك التداعيات استحقت " توكل كرمان " جائزة نوبل للسلام كما صنفتها مجلة " تايم " ضمن أقوى 500 شخصية على مستوى العالم وضمن 7 نساء أحدثن تغييرا في العالم من قبل منظمة " مراسلون بلا حدود " ..

وحين حازت الناشطة اليمنية " توكل كرمان " على جائزة نوبل للسلام كانت رسالة للعالم الغربي والعربي بأن المرأة العربية امرأة فاعلة في مجتمعها وعلى الصعيد السياسي وهو حقل احتكره الرجال ..

السنوات الأخيرة هي أعوام النساء وهناك نساء كثيرات من دول الوطن العربي والخليجي برزن كمدونات كان لهن صوتهن المسموع في ساحات الوطن ..

المرأة العربية اليوم تكافح بجل طاقاتها وعلى أصعدة كافة وهو كفاح ناجم عن شعور عميق بالمسؤولية في الدرجة الأولى ، وللمشاركة في قرار بناء وطن يكفل حقوقها الإنسانية التي أسقطت لقرون بسبب معتقدات وآراء فرضها مجتمع ذكوري .. وشعارها أقرب لقول الشاعر إبراهيم نصر الله : " أنا لا أقاتل كي انتصر ، بل كي لا يضيع حقي " ..

هناك معتقدات جمة تريد المرأة العربية إجراء تغييرات عليها أو استبدالها إلى رؤى أكثر انفتاحا .. ولعل أبسط مثال عرضه الروائي " ممدوح عدوان " حين أشار في كتابه " حيونة الإنسان " بأن ثمة من قال إن السائر في الليل في شارع خال قد يحس يشعر بأن هناك خطوات تتبعه وأسباب هذا الخوف عديدة ، وهي مشتركة بين الرجال والنساء ولكن يضاف هذه الأسباب سببان متعلقان بالمرأة وحدها : الأول هو الخوف من خطر التعرض للاغتصاب والثاني لمجرد كونها امرأة ..!"

 

الفرع الثاني : هو كيف يمكن للنساء العربيات الاستفادة من تجارب النساء الأفريقيات في صناعة الثورات/ جنوب افريقيا , القرن الأفريقي /روندا / السودان .... الخ ؟

 

قلت مرة أن أكثر الأطفال تعاسة في العالم هو الطفل الأفريقي .. واليوم أضيف بأن أكثر النساء تعاسة في العالم هي المرأة الأفريقية ..!

رغم أن الظواهر تشير أن المرأة الأفريقية لها قسط من  الحرية ولكنها تدفع ضريبة حريتها باهضا ؛ فهذه الحرية جعل الرجل غالبا خاصة في بيئات يسودها المجاعة والحرب يعتمد كليا على المرأة كي توفر له طعامه وشرابه ..!

حرية المرأة الأفريقية هنا جاءت مضطرة فهي تخرج كي تعمل وكي توفر لقمة العيش وكي تشارك الرجل في حمل عبء الحياة القاسية والشاقة ..

وهذه الحرية نفسها تكون فارغة من الحقوق فكم من نساء يدفعن ثمن حريتهن حين يتعرضن للاغتصاب وللقتل على أيد رجال هم واثقون أن لا أحد يردعهم عن أفعالهم المشينة ..!

صراع المرأة الأفريقية بتأكيد هو تجربة عميقة وكبيرة في آن لكل نساء العالم خاص العربي منها ؛ حيث المرأة التي يسقط حقوقها مجتمع بطريريكي وهو ذات المجتمع الذي لا يكفل لها حرية تمنحها إنسانيتها ولا عدالة تكافئ إنسانيتها ولا كرامة تقدر إنسانيتها ..

يدور ببالي نموذج أفريقي المرأة السودانية " جليلة كوكو " في صراعها مع سلطات السودانية ؛ هذه المرأة الشجاعة تم اعتقالها من منزلها بحي الحملة بواسطة جهاز أمن المؤتمر الوطني في مارس الماضي بسبب توثيقها لجرائم حكومة المؤتمر الوطني في جنوب كردفان ومنطقة جبال النوبة، وما زالت حبيسة زنازين حكومة الجهل والقهر والجوع ..

الأم جليلة تقف في وجه ظلم النظام الديكتاتوري عارية اليدين لا تحمل سوى كلمتها التي يرتعد منها الجبناء وكأنها رصاصات تخترق قلوبهم..!

وما أكثر سجينات الرأي في أرجاء عالمنا العربي ؛ ففي سلطنة عمان هناك امرأة جسورتان كلتاهما سجنتا تحت نير الظلم والاستبداد هما الصحفية والناشطة " باسمة الراجحي " والمحامية " بسمة الكيومي " بسمتان جميلتان في قفص ضيق الأفق والحرية ..!

وفي السعودية كذلك نساء البريدة اعتقلن مع أطفال ؛ لأنهن عبرن عن رفضهن للاعتقالات التعسفية التي طالت أقرباؤهم ..! وكما في البحرين وسوريا وفلسطين إلى لا آخر مآسي الاعتقالات وتكميم أفواه ..!

هل نجعل الضوء يصرخ على معاناة تلك الطفلة اليمنية التي وئدت طفولتها في زواج مبكر فرض عليها من مجتمع متخلف أم على المرأة الأفغانية التي تساق في مجتمعها كما تساق الأتون ، منبوذة حتى من شأنها الأنثوي ، وأقل ما يقال للنساء العاملات هناك بلعنة الويل والتهديد  : " نحذرك بترك عملك في أسرع وقت ممكن ؛ وإلا فسنقطع أعناق أطفالك ونحرق ابنتك "! حتى وإن كانت هذه المرأة وحيدة بلا عائل تعيل أبناءها ..!

خصوصا - المتعلمات - وإن كن حفنة قليلة .. لا خشية على المرأة كما يعتقد ولا صونا لكرامتها ؛ بل خوف رجالهم من وصول المرأة لزمام السلطة!

ولكن ماذا عن مجتمع الإيراني حيث يرى أن تناول المرأة " الآيس الكريم " في الشارع جُرما تستحق عليه السجن وربما عقوبة الجلد ..؟! وفوق هذا قامت بإلغاء تخصصات جامعية في جامعات البنات كالهندسة والتاريخ واللغة الإنجليزية ..!

والإسلام الذي يزّجون قدسيته في أفعالهم براء منهم إلى يوم الحق ..! 

إنها السلطة الظلام التي لم تعي بعد أن المرأة العربية والأفريقية ما عادتا تابعات ومكسورات كما في عهود عتيقة .. عهود الظلم والاستبداد وتبعية مجتمع ذكوري اعتاد على إسقاط حقوق المرأة ..!

زمن كان قد اعتاد أن يغلق أفق المستقبل في وجوه النساء وهو يذعن بقسوة صارخة عبارته : ليس من اختصاص النساء ..!

 

 

ليلى البلوشي

الأحد، 17 فبراير 2013

" ديوجين " وهوامير تويتر ..!


 
 
 
" ديوجين " و هوامير تويتر..!

 

نشر في الرؤية / العرب ..

 

يقال إن الطبقية أول ما ظهرت في الهند كانت على يد ملك يدعى " مانو " هو من منح سمعة إلهية للطبقات في الهند كما تذهب افتراءاته التي صدقها الحمقى والجهلة في ذاك الوقت ، حيث ذهب إلى أن من فمه انبثق الكهنة ، ومن ذراعيه الملوك والمحاربون ، ومن فخذيه خرج التجار ، ومن قدميه الخدم والصناع .. ومنذ ذلك الحين شيد هرم الطبقات الإجتماعية في الهند الذي يتألف من ثلاثة آلاف طابق ..!

وكان الملك " مانو " ينصح بتصويب سوء السلوك في الطبقات ؛ فإذا استمع إنسان من طبقة دنيا إلى أشعار الكتب المقدسة يسكب رصاصا مذابا في أذنيه ، وإذا رتل تلك الأشعار يقطع لسانه ..!

وهناك في الهند من هم بلا طبقة يشكلون واحدا من كل خمسة هنود ، وهم أسفل من أشد السافلين يسمونهم " من لا يُلمسون " ؛ لأنهم ملعونين ينقلون العدوى ولا يمكنهم التكلم إلى الآخرين ، ولا السير على دروبهم ولا لمس أكوابهم أو أطباقهم ، رجالهم مهانون دائما بينما نساؤهم مشاريع اغتصاب لأي كان رغم أنهم من طبقة لا يُلمسون ..!

التاريخ زاخم بقصص وحكايات وقوانين كان مبعثها أثرياء متغطرسين في زمن من يملك ثروة يملك سلطة بل يملك كل شيء ، ومن حقه أن يهين أي كان فهو صاحب سيادة وزعامة والبشر الآخرين الذين لا سلطة لهم ولا مال فهم في مرتبة العبيد ..!

يبدو أن نفسية بعض البشر و إلى وقتنا الحاضر ما يزالون يقدسون كالعبيد كل صاحب زعامة أو مال أو سلطة ، ولعل أقرب مثال واقعي هو عالم " تويتر " الذي جاء كي يلغي الفوارق بين أصحاب السيادة والبشر ، والذي وجد كي يكسر سياسات الخوف ويسقط أقنعة النفاق ، ولكنك تجد حسابات لهوامير ما تزال تتعاطى بسياسة الفوقية والدونية .. بسياسة صاحب سلطة مطلقة وعبيد ، وهي حسابات تستهين بالعقل البشري فحين يأتي أحد الهوامير يصل حد تفاهته واستهزائه بالناس أن يضع نقطة ويعمل لها المتابعون آلاف الـــ" رتويت" إعادة تدوير  ، مما لا شك هذا التصرف يضعنا أمام فئتين : فئة الهامور الذي لا يحترم متابعيه ويسقطهم إلى أسفل السافلين وهو واثق تمام الثقة أنهم سيفعلون المستحيل من أجل إرضائه ، والفئة الأخرى تلك التي ارتضت أن تكون ضمن قائمة الأسفل السافلين ، وارتضت ببلاهة أن تهين عقلها الحرّ في هذا العالم وإنسانيتها لعين هامور من أجل غايات نفعية ..!

فهل هو توجه فكري أم توجه مصلحة ، توجه فضول أم توجه أسياد وعبيد ، أم حاكم ومحكوم أم مالك الأرض وعبيدها ..!

بتأكيد هي ليست علاقة موظف وجد لخدمة مواطني شعبه مثله مثل أي مواطن .. كما في دول أمريكا وأوروبا ..!

هذه المهزلة الإنسانية تجعلني أضع هنا قصة الفيلسوف " ديوجين " مع " إسكندر الأكبر " لعلها تكون مفتاحا لإنسانية إنسان حريص على كرامته وحريته التي فطرها عليه خالقه ودينه قبل كل شيء ..!

 الفيلسوف " ديوجين " الذي كان يردد في القرن الرابع الميلادي أنه ينبغي الحكم على الإنسان بما يملكه من صفات وليس بما يملكه من ثروات ؛ وذلك لأن الثروات الخارجية هي ثروات وهمية ، ويمكن للقدر أن يزيلها بضربة واحدة ، ولكن المهم هو الكنز الداخلي والذكاء باعتبارهما راسخين ولا يمكن لأحد انتزاعهما ..

وانطلاقا من ذلك لم يكن " ديوجين " يهتم بالمظاهر وعاش مثل متسول في أثينا الثرية ، ولم يكن يقتات سوى القدر اليسير من الخبز وحبوب العدس ..

وذات يوم شاهد " ديوجين " بعض الكهنة وهو يقبضون على لص سرق أشياء بسيطة فصاح : " انظروا إلى اللصوص الكبار الذين يقتادون لصا صغيرا " ..! وذات يوم طالب برؤية إنسان وقال بصوت عال : " أريد أرى إنسانا وليس بقايا بشر " ..!

عرف عن " ديوجين " جسارته في مجتمعه ، ولم يكن يخشى شيئا ، وقد كان معروفا في زمنه وحين سمع به " الإسكندر الأكبر " الذي كان على رأس إمبراطورية مترامية الأطراف أراد أن يلتقي به وذهب إليه حيث كان في كورنته ، فوجد الفيلسوف يتمتع بحمام شمسي وعندما استمع إليه الإسكندر نال إعجابه الشديد لما يملكه من شجاعة وحكمة فقال له : " ما الذي يمكن أن يجلب له المتعة والسعادة .."  أجاب " ديوجين " بجفاء : " أن تبتعد قليلا فإنك تحجب الشمس عني ..! " ..

 بتأكيد من الإجحاف أن يلقى اللوم كله على الأثرياء وأصحاب السيادة والزعامة بل يشترك الإنسان الذي ارتضى أن يهين كرامته في هذه المهزلة البشرية ..!

الإنسان الذي تسقط أمامه كرامته الإنسانية ويعامل كحيوان أو كشيء تافه لا قيمة له من قبل لفيف من السلطات أو أصحاب الثروات - ما من شك - هو شريك في إهانة نفسه .. شريك في تنزيل نفسه إلى مستوى هابط من الإنسانية .. وشريك في جعل نفسه مهرجا في سيرك الذي وظيفته تسلية الضاحكين عليه والمهينين له ..!

واختم مقالتي بعبارة الفيلسوف الألماني " إمانويل كانت " : " من يجعل من نفسه دودة ليس له أن يتذمر إذا ما داسته قدم ..!"

 

ليلى البلوشي

العالم مقلوبا يسخر من العالم ..!


 
 
العالم مقلوبا يسخر من العالم ..!

 

نشر في الرؤية / العرب / البلد

 

اتذكر حين كنت تلميذة صغيرة خصصت لنا هيئة إدارة المدرسة أسبوعا أطلقت عليه " الحكم الذاتي " .. وفي هذا الأسبوع كنا نتولى فيه نحن - التلميذات - حكم أنفسنا وإدارة المدرسة بأكملها ، وذلك عبر توزيع الأدوار فيما بيننا بالانتخاب ، فهناك من تترأس مهام مديرة المدرسة وتجلس خلف مقعدها وإلى جانبها نائبتها و الوكيلة وحولهم بقية هيئة إدارة المدرسة ..

أسبوع " الحكم الذاتي " كان حافلا بالحرية وعظم المسؤولية في آن .. جعلنا ندرك أهمية المسؤولية والالتزام و ما يبذله مجتمع المدرسي من جهود جبارة لتأهلينا ولتوفير سبل النظام لتمهيد مستقبلنا ، والأهم من كل ذلك أنه غرس في أنفسنا الإحساس بأهمية القوانين في حياتنا وأهمية تطبيقها ليسود النظام والأمان ..

وصادفت عبر قراءتي لكتاب " مرايا ما يشبه تاريخا للعالم " لكاتبه المدهش " إدواردوا غاليانو " حديثا حول الفكرة عينها ، حيث ذهب إلى أن الرومان كانت تخصص يوما في تاريخها لشيء شبيه بالحكم الذاتي ولكن لجنس النساء فقط ؛ وهذا أمر طبيعي فالمجتمع اليوناني كان معروفا بأنه مجتمع أبوي حتى النخاع ، وانطلاقا من هذا عزم الرومان على تمكين النساء المقموعات على مدار العام بيوم من السلطة المطلقة يرتضي فيه الرجال أن يُؤمروا على يد الجنس الناعم المغبون حقه وقد أطلق على هذا اليوم بـــ " عيد ماترونال " ..

وكان هذا العيد سائدا أيضا عند البابليين في عصور عتيقة أيام " ساتورن " وكان يسمى بأعياد " ساس " حيث يخصص أسبوع كامل يقلب فيه العالم رأسا على عقب للتنفيس وللتغيير ولتشعر الفئات المنسية في المجتمع  بوجودها .. إنه قلب للمراتب بالوصف الأدق ؛ ففي هذا الأسبوع يقوم الأغنياء بخدمة الفقراء الذين يقتحمون بيوتهم ، ويرتدون ثيابهم ، ويأكلون على موائدهم ، وينامون في فراشهم ..

أيام " ساتورن " هي تكريم لإله الازدهار " ساتورنو " ينهي يوم 25 كانون الأول وهو يوم مرتبط بـــــــ" الشمس التي لا تهزم " وهو اليوم نفسه الذي استحال بعد قرون إلى عيد الميلاد بقرار كاثوليكي ..

خلال العصور الوسطى الأوروبية كان يوم " القديسين الأبرياء " يمنح السلطة للأطفال والمجانين والمعتوهين ، ففي إنكلترا كان يحكم لورد إساءة الحكم أي سيد اللاحكم ، وفي إسبانيا يتنافس على التاج ملك الديوك وملك الخنازير اللذان يعيشان في مستشفى المجانين ، ويؤدي طفل مزين بتاج أسقفي وعصا أسقفية دور بابا المجانين ويجعل الناس يقبّلون خاتمه بينما طفل آخر يمتطي حمارا يلقي مواعظ مطران ..!

إنها فكرة لطيفة ومهمة في آن أن يحكم لفيف من البشر المعدمين أو الهامشين أو أفراد من المجتمع أولئك المسحوقين ، جدير بهؤلاء أن يحكموا ولو لمرة واحدة في حياتهم ، هذه التجربة ستكون مثيرة وذا أهمية كبيرة ، فحين يشترك هؤلاء أو فئات عامة من المجتمع لتولي مسؤوليات مهمة في الدولة كفيل أن يلغي الفوارق التي يستشعر بها هذه الفئات المهمشة غالبا ، وكفيل أن يدركوا أهمية منظومة القوانين وتطبيقها في مجتمعهم ، بل يخلق نوعا من الالتزام بينهم والمسؤولين كما ستتفاعل صلات التقدير المتبادل ..

فعلى سبيل الاقتراح كم سيبدو بديعا إذا ما تولى طفل في الأسرة مسؤولية البيت لأسبوع واحد يلمس من خلال هذا الحدث الدور الكبير الذي يبذله الوالدين من أجل الاهتمام به ، وعلى صعيد المدرسة فإن إسناد مسؤولية إدارة المدرسة على عاتق بعض التلاميذ لأسبوع كامل من شأنه أن يخلق تفاعلا حميميا وعظيما في مجتمع هيئة التدريس وهو بحد ذاته تأهيل لهم لتحمل مسؤولية عالم أكبر حين يتخرجون من عالمهم الصغير المدرسة ..

و على صعيد مهام رئاسة الدولة فإنه سيبدو أمرا في غاية النبل والمواطنة حين يتم تفعيل مشاركة الشعب في حكم بلدهم لأسبوع واحد ، ويكون ذلك ضمن خطة منظّمة بحيث يخصص من كل عام تاريخا معينا تقوم فيها الهيئة الاستشارية في الحكومة باختيار مؤسسة من إحدى مؤسسات الدولة وذلك ضمن شروط معينة ولعل من أهمها أن يُعرف عنها الإخلاص في العمل والمسؤولية ودورها في التنمية تؤهلها لتولي مهام حكم إدارة البلد لمدة أسبوع ، وفي كل عام من التاريخ المتفق عليه تقوم تلك الهيئة بانتخاب المؤسسة الجديرة تبعا لشروط التأهيل التي سبق وذكرها  ..

اقتراحات ما من شك حين يتم تفعيلها على أرض الواقع ستعمل على خلق مجتمع مسؤول وواع يشاطر فيه جميع فئاته من صغار وكبار ورجال ونساء في منظومة بناء الوطن بدءا من الأسرة انتهاء إلى إدارة دولة ..

وكما هي كل احتفالات العالم المقلوب هنالك لفسحات الحرية العابرة هذه بداية ونهاية ، وهي تدوم قليلا فحيث يأمر قبطان لا يأمر بحار ..!

 

ليلى البلوشي

الاثنين، 4 فبراير 2013

مكتبة في كل بيت


 
 
مكتبة في كل بيت

 

جريدة : الرؤية / العرب

 

في يوم " الخدمة العالمي "  قام كل من أوباما وزوجته ميشيل بعمل أرفف خشبية لمكتبة إحدى المدارس ثم طلائها ، وتظهر صورتهما وهما يقومان بكل تواضع ومرح صناعة هذه المكتبة للصغار في المدرسة ، وهذا بحد ذاته إنجاز غاية في الروعة ومساهمة غاية في الإبداع من الممكن أن يقدمه إنسان مسؤول كخدمة أو كهدية للصغار ، وبتأكيد هي وسيلة ذكية لغرس أهمية الكتاب وثقافة القراءة عند جيل بدأت تغزوه أجهزة حديثة وأصبحت تنافس الكتاب بشكل ملحوظ ..

من خلال هذا السعي الذي يقوم به الكبار تجاه الصغار بما له علاقة بعالم الكتب ، فإنه بلا شك يخلق صلة جيدة ما بين الطفل والكتاب وكما أنه يوثق أهمية الكتب في حياته ، وقد سعت كثير من المؤسسات الواعية لخلق الجو القرائي والتثقيفي في حياة الأطفال على سبيل المثال وليس الحصر المبادرة التي انطلقت من وقت قريب في دولة الإمارات وهي دولة يشهد بدورها الفعال في إثراء كل ما له صلة بعالم الطفل واهتماماته المتعددة ، وثمة مبادرة أولى من نوعها قام به حاكم الشارقة سمو الشيخ " سلطان القاسمي " حيث أنه أطلق مبادرة " مكتبة في كل بيت " لمن هم في إمارة الشارقة ، وهذه المبادرة مزودة برقم مجاني ليسهل على كل من يرغب بمكتبة في منزله الاتصال على الرقم فيصله إلى حيث يقيم مجموعة من الكتب التي تعنى بثقافة وفكر الصغار وهي مبادرة تفاعل معها كثير من الأسر التي تعنى بأهمية مكتبة في كل بيت ..

فمن الوسائل التي لا تجعل الكتاب مهجورا في حياة هذا الجيل المضغوط بإغراءات كثيرة هو أن نقربهم من الكتب من خلال وسائل عديدة ومتنوعة وملموسة لعل أبسطها وأكثرها أهمية في الوقت نفسه هو أن يكون ثمة " مكتبة في البيت " ليتعرف الطفل من خلال وجودها الدائم في البيت على الكتاب بشكل عام وبهذا سنجنب اصطدامه بالكتاب لأول مرة في حياته مع كتب المدرسة المكتظة بالمعلومات التي تعكر مزاج الطفل غالبا خاصة حين لا تناسب ذوقه أو رغبته في الإقبال عليها والتي قد تؤثر على موقفه من الكتب حين يكبر ..!

حين تكون " مكتبة في كل بيت " يحبذ أن نمنح الطفل حقه في انتقاء وشراء القصص ومجموع الكتب التي يريد قراءتها ، كي نعوّد ذائقته على حرية الاختيار ، وكي لا تكون العملية التثقيفية أشبه بفرض مدرسي ..

وهناك أيضا بعض مبادرات شخصية من أفراد في المجتمع يدركون مدى أهمية تقريب المسافات ما بين الطفل والكتاب في سعي حثيث من هؤلاء لبناء طفل قادر على بناء وطنه وضخ قدرات فكرية جيدة لمستقبل أكثر وعيا وبالتالي إشراقا ، ومن هذه المبادرات التي قام بها أفراد رائعون في سلطنة عمان هي مبادرة " كتاب في كل يد " ويبدو أن الإقبال الجيد على هذا المشروع جعل المتحمسين من ذوي الأرواح الخلاقة والأفكار البناءة في المجتمع العماني على إبداع مبادرة أخرى وهي قافلة " هيّا نقرأ " وعلى رأس الفاعلين والساعين لضخ طاقة هذه القافلة القرائية هي الأستاذة المبدعة " حبيبة الهنائي " وهي امرأة يعرف عنها حرصها الحقيقي وسعيها الجاد لخلق مجتمع عماني يضخ ثقافة وفكرا وإبداعا من نواح متعددة ولكافة أفراد المجتمع ، و قافلة الأستاذة " حبيبة " حرصت على التوجه إلى المناطق البعيدة كما قامت بتلبية العديد من الدعوات لتنفيذ جلساتها في الكليات والمدارس الخاصة والحكومية والهيئات ، في سعي جاد منها لنشر رسالة أهمية القراءة .. كما أنها قامت بتخصيص ركن للقراءة بشكل يومي واحتوى هذا البرنامج اليومي على فقرات مشوقة ومتنوعة منها مسابقة للقصة القصيرة وبناء شخصية الأطفال وإبراز قدراتهم في الإلقاء والقراءة أمام الجمهور لإكسابهم الثقة بالنفس ، وقد تم ذلك من خلال ترشيح نخبة من كتاب وشعراء ومثقفين يتعاطون مع الأطفال بقلوب مرحة ..

ناهيك عن جهود مبادرات " نور وبصيرة " و" إكسير " وغيرها من الجهود والتي ضخ نشاطها الثقافي لفيف من المبدعين في سلطنة عمان مبادرات غاية في الإخلاص والنبل والجدية والفائدة ..

 

عندما صدر كتابي " تحليقات طفولية " عام 2011م في يوم توقيعه في معرض الشارقة للكتاب وهو كتاب نقدي موجه للأطفال يحتوي على قصص من إبداع كوكبة من الأطفال ، ويبدو أن الغلاف كان عامل جذب كبير من الصغار المتحمسين للحصول على نسخ موقعة ، امتلأت يومئذ ببهجة كبيرة وأنا أحثهم بدوري على قراءة ما كتبته لهم وعلى أن يحرصوا على مراسلتي في حال سؤال أو استفسار ، وبالفعل خلال مدة قصيرة قامت إحدى الصغار المبدعات والتي لها تجربة رائدة وملفتة في آن في مجال كتابة القصص القصيرة الطفلة السورية " هيا قره " بمراسلتي ولم تكتف بذلك ، بل قامت بمحبة كبيرة على إرسال نسخ من مجموعاتها القصصية التي قامت بتأليفها ، لم تكن الكاتبة الطفلة " هيا قره " ضمن طابور الصغار الطويل في معرض الشارقة للكتاب بل تعرّفت على الكتاب من خلال قراءة خبر صدوره ..

فمن ذهب أو من يذهب إلى أن جيل هذا الزمن لا يقرأ كتب أو لا يبالي بإصدارات تخصص له فقد ظلمهم بلا شك ..!

بل العلة كل العلة في آباء وأمهات هذا الجيل وكل مسؤول عن طفل ؛ فهم الذين يضعون في يده جهازا يستهلك جل وقته ولا فائدة تذكر سوى أنه ينتقل من لعبة إلى أخرى .. وما من غاية سوى أن ينشغل الطفل فلا يسبب إزعاجا لوالديه اللذان يكونان مشغولان بدورهما بأجهزتهم ..!

بل أكثر الغايات تنحصر في باب التقليد الأعمى في مجتمع لاهث إلى اقتناء وتجريب كل شيء لغاية التقليد لا غاية الابتكار والتطور إلا ما ندر ..!

أما غايات الفهم والفكر والإدراك فما أقل من يسعى إليها لبناء شخصية ومستقبل طفله ..!

فهل من معترض ..؟!

 
ليلى البلوشي