الاثنين، 11 يوليو 2011

نجاح أوباما ليس له علاقة بي ..







نجاح أوباما ليس له علاقة بي ..





جريدة الرؤية العمانية ..







لعل الجميع يذكر مقولة زعيم الزنوج الأمريكي " مارتن لوثر كينج " في خطابه الشهير " إني أحلم " حين قال عبارته الأشهر : ( إنني أحلم بيوم يعيش فيه أطفالي الأربعة في شعب لا يكون فيه الحكم على الناس بألوان جلودهم ولكن بما تنطوي عليه أخلاقهم ) ..




وهذا الحلم العظيم طالما ضخّ كأمنية في صدور جميع الزنوج عبر العالم ؛ خاصة الأمريكيين منهم ؛ فالتاريخ وحده هو من يدرك بكل سعاته حجم معاناتهم ، ليس في الأراضي الأمريكية وحدها بل على مستوى الدول الأوروبية الأخرى ، وقد دفع الكثير منهم الثمن الباهظ لذاك التفريق العنصري ؛ فقد حكي عن جنود زنجيين كانوا قد أبلوا جسارة في الحرب العالمية الثانية ، ولعبوا دورا كبيرا في كسب الحرب وذات يوم عادت كتيبة زنجية إلى أمريكا بعد أن أسرت جماعة من الألمان .. وفي أمريكا كان الأسرى الألمان يتناولون طعامهم في المطاعم ، أما الجنود الزنوج فرحلوهم إلى ناحية المطبخ ؛ كي يقبعوا فيه مع طعامهم ، وقد احتج الزنوج على ذلك وانتحر جندي زنجي تعبيرا عن الاحتجاج ، إنه احتجاج لا يختلف - في نظري - عن احتاج " البوعزيزي " حين اشغل فتيله ثورة الياسمين ، احتجاج من جسد رأى في الموت كرامة تفوق عن مقدار كرامة بشريته في عالم من البشر ..!




يعد اليوم " باراك أوباما " هو الزعيم الأسود الأشهر في تاريخ العالم ، فاق مكانة ما كان ليحلم بها في زمن غابر أي إفريقي ، ولولا أولئك الأفارقة الذين دفعوا الأثمان الباهظة مع مرور عبء الزمن لما وصل " أوباما " اليوم إلى رئاسة دولة بوزن أمريكا ..




هو أفريقي ، لكن ما حقيقة دوره مع أفريقيا ..؟ هل غيّر من تاريخ قارته السوداء .. ؟ هل يحظى ذو البشرة السوداء اهتمامات رئيس أقوى دولة في العالم تأثيرا على أصعدة عدة ..؟ بل ماذا استفاد السود من وجود " أوباما " في البيت الأبيض ..؟!




أسئلة هاطلة ، لا يتردد صداها في مقال الكاتبة فقط ، بل لها أثرها الأعمق في صدى العالم اليوم .. ففي فترة أخيرة عبر مؤيدو الرئيس " أوباما " عن إحباطهم من أن أول رئيس أمريكي من أصول أفريقية لم يعبأ بما فيه الكفاية بالقارة السوداء ، وهذه الانتقادات التي أشارها المنتقدون للرئيس " أوباما " يرى البعض أن مبعثها نابع من أن اهتمام الرئيس للأفارقة كان أعمق قبل أن يغدو رئيسا للولايات المتحدة ، فقد عرف عنه سابقا الزيارات الكثيرة لموطن أبيه في كينيا ، ناهيك عن تبني قضايا القارة السوداء حينما كان عضوا في مجلس الشيوخ ، ومن الواضح أن " أوباما " قد لاحظ انتقادات الموجهة له ، مما دعاه إلى القول في أثناء زيارته إلى " غانا " في حملة عام 2009م أمام البرلمان المحلي : " إن مؤشر النجاح الحقيقي ليس ما إذا كنا سنقدم دعما متواصلا إلى أفريقيا ، بل ما إذا كنا شركاء في بناء القدرة على إحداث التغيير " ..




لكن في المقابل ثمة ثلة ترفض تلك الانتقادات الموجهة للرئيس ؛ حجتها أن سياسة " أوباما " دعمت الأنظمة الديمقراطية ، وقلّصت من حجم المجاعات ، كما أنه ساع في تطوير مبادرات صحية لمكافحة الإيدز ، غير أن انشغالاته العديدة مع أحداث العالم هي من ضيّقت زيارته إلى الأرض الأفريقية ..




ويبدو أن ليست القارة السوداء هي وحدها آخر اهتمامات الرئيس الأمريكي ؛ بل إن من يتابع الحياة الأسرية للرئيس خاصة علاقته مع شقيقته ، مما شك سيجس البون الشاسع في مستوى الحياة بين الطرفين ، فشقيقة أوباما " مايا " لا تعيش كما تعيش الكونتيسات المرفهات حين يكون أحد أفراد العائلة أو المقربين له ثقله في حكم العالم ، فهي لا تزال تمضي كل يوم إلى وظيفتها في جامعة هاواي للتربية والتعليم ، ولا تسكن في قصر منيف ، بل في شقة متواضعة خلف محطة وقود تقع على أحد شوارع هونولولو السريعة ، وليست من تلك الأنماط التي تلهث خلف الشهرة أو ضجة عدسات المصورين ، بل يبدو عليها الامتعاض عندما يطلب منها الوقوف بمحاذاتها من أجل التقاط صورة ، وتردد قائلة بين فينة وفينة كلما وجّه لها سؤال عن شقيقها الرئيس " أوباما " : " نجاح أوباما ليس له علاقة بي " ؛ فرغم مساندتها له في أثناء حملاته الانتخابية لم يتكاثر في داخلها رغبة الظهور أو تسابق دائرة الثراء ..




وكل ما يجمعهما هو كم الذكريات الطيبة مبعثها أم واحدة خلفتهما وعلاقة جيدة على مستوى التواصل الاجتماعي ؛ فقد كان " أوباما" أخا حازما جيدا لأخته ، حين ضمهما سكن واحد ، إلى أن تزوجت الأخت واستقرت في منزل زوجها ..




علاقة " أوباما " مع العالم لا تخلو من توابل القيل والقال ، لكن سيرته مع الأخت غير الشقيقة تثير الكثير من الدهشة ؛ ففي أثناء الثورات العربية كشف الشعب العربي مدى تمتع أسرة الرئيس والمقربين منه وحاشيته وكل ما له صلة بالرئيس في وطنه بالثراء الباذخ وأسطورة الذهب والماس والعقارات في أرجاء العالم ، بينما رئيس بثقل " باراك " تعيش شقيقته حياة أقرب إلى الكفاف ، ولم تفكر للحظة أن تأخذ بنصيبها مما يقذفه السلطة ويغري في زمن كزمننا الجشع ..




وقطعا " مايا " ليست كـ " ليلى الطرابيسي " أو " سوزان مبارك " ؛ كالفارق ما بين المشرق والمغرب ، وما بين الثرى والثريا ..!





ليلى البلوشي




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق