الأحد، 25 يوليو 2010

تحولات الشحوم ودلال الكسل



تحولات الشحوم ودلال الكسل

( 1 )

" التبلاح "

" التبلاح " : مصطلح يستخدمه عائلات منطقة - تندوف - بأقصى جنوب غرب الجزائر ، ويعنى بها تسمين الفتيات المقبلات على الزواج ، كي يغدون يوم زفافهن في أبهى صورة .. وهي عادة موغلة منذ القدم فحين تبلغ الفتاة سن السابعة والثامنة عشرة ، تدخل العائلة في حالة طوارئ ؛ لأن الفتاة تكون على عتبة الزواج ، ويتطلب تجهيزها بدنياً لذلك .. دون أن تقف النصائح الطبية بتفادي السمنة ومخاطرها في وجه بقاءها حتى الآن ..
وتتبع في تسمين الفتيات سلسلة من التدابير التقليدية أهمها اختيار أنواع من الأكل تعتمد على لحم الإبل وشحمها ولبنها ، وخبز الشعير فضلا عن التمر ومواد سكرية ..
ويشرف على هذه المهمة مسنات مجربات وعارفات بخبايا الأغذية التي تفيد في إحداث السمنة وطرق استعمالها ، وتخضع الفتيات المقبلات على الزواج لوتيرة معينة من الغداء كما ونوعا ، ويتناولن عادة طبقا غنيا بالدهون يتكون من شحم الإبل المذوب والبيض المقلي في الزبدة والنشا ، وهو حساء تقليدي خال من التوابل .. وشريحة لحم الإبل المجفف ويسمى باللغة المحلية " تيديكيت " ..
بينما أولئك اللاتي يرغبن بالطرق السريعة لزيادة الوزن ، يتناولن كل يوم خليطا من بيض الدجاج النيئ وزيت الزيتون على مدى أربعين يوما ، من أشد أيام الصيف حرارة وتسمى هذه الأيام بـ " السمايم " ..
ويرجع أهمية تسمين الفتيات عند هذه القبائل إلى رغبة رجالهم في فتيات مملوءات القدّ وموفورات الصحة وكاملات ، بينما النحيفة فلا حظوة لها في الزواج عند هذه القبائل حتى تسمن نفسها ..!


( 2 )

" تحولات الشحوم " *

مؤرخ الجسد والأستاذ الجامعي الفرنسي " جورج فيغاريللو " في كتابه الصادر حديثا تحت عنوان " تحولات الشحوم " يتحدث عن تاريخ البدانة من العصور الوسطى حتى القرن العشرين ..
فيغاريللو وكما أشار في كتابه إلى أن في العصور الوسطى ظهر ما يسمى بـ " الشخص الأكول " الذي كان يتمتع بحياة اجتماعية ومادية مرفهة ؛ فـ " كرشه " المتدلي دليل قاطع على نأيه عن هوة الفقر ، فالبدينون كانوا غالبا من فئات الإقطاعية في الحالات الطبيعية ..
ولكن النظرة التشككية بدأت حيال البدين منذ القرن السادس عشر – بدايات عصر النهضة الأوروبية – حيث ظهر ما يسمى بـ" غياب مفهوم الاعتدال لدى الأكولين " تبناها نقاد كثيرون .. وقد أشار المؤلف إلى شخصيات شكسبير الهامشية ، والتي كانت تتصف بالبدانة مثل شخصية السكير " فلاستفال " الذي حظي بتوصيفات مثل " صاحب البطن الضخم " و" شحم كبد الإوز " و " الآنية الاسبانية المدورة " .. ومع هذا القرن غدت البدانة نوعا من التخلف ..
و في القرن الثامن عشر ظهرت كلمة " البدانة " في قاموس " فورتيير " الصادر عام 1701م وجاء توصيفها القاموسي باعتبار البدانة حالة مرضية ، وعليه فرض عصر التنوير خطابا يدين فيه صراحة اكتناز الشحوم في الجسد الإنساني ..
واعتبارا من النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى القرن العشرين ، اشتاحت العالم حمى إنقاص الوزن وظهر ما يدعى بـ " دكتاتورية المظهر " ؛ فزيادة الوزن هي " خطيئة جمالية " بمقدار ما هي " خطيئة صحية " ، وغدت البدانة دلالة من دلائل " الفقر " ؛ بسبب تناول كميات كبيرة من النشويات بعد أن كان دلالة ثراء في العصور الوسطى ، ومع طغيان ظاهرة " الكرش البرجوازي " واكبه أهمية " الميزان " في المنازل وظهور برامج غذائية " الريجيم " ، فالبدانة وكما يرى فيغاريللو أصبحت إحدى المشكلات الاجتماعية والصحية والجمالية ، التي ينبغي أخذها بعين الاعتبار ؛ بسبب آثارها العامة فضلا عن آثارها الفردية ..


( 3 )

" كرش المثقف "

من وصايا الكاتب " وليام سارويان " للكاتب الشاب : " تنفس بعمق ، وكل بأقصى ما تستطيع من شهية ، ثم نم نوما عميقا وأضحك كالجحيم " ..
يبدو أن " القراءة والكتابة " سببان رئيسيان لفتح الشهية ، أو لنقل حمل لقب " أصحاب الوزن الثقيل " .. فأن تقبع في مجلسك على أقصى درجات الاسترخاء وبين يديك كتاب ، وأنت في سباق لاهث معه ؛ كي تنتهي منه لتبدأ بوليمة أخرى ، ومن خلال تلك الساعات خصوصا عند المنصرفين تماما عن العالم الخارجي من حواليهم تقديسا لمادة القراءة ، لا يقطعها سوى مواعيد الصلاة لأولئك الملتزمين بها – وما أقلهم – أو ارضاء فطريا لقعقعة المعدة التي لا تستغني عن حصصها من الطعام لعيني كتاب مهما كان قدره ..!
فتكون أشبه بفواصل إعلانية تنأى عينيك المرهقتين قليلا عما استحوذ عليك لبّك .. تلتهم وجباتك ، فالشهية بابها مفتوح على مصراعيه والقراءة تحتاج إلى عقل والعقل يحتاج إلى وقود قوامه في الزاد الذي يتدحرج إلى معدتك بسلاسة لذيذة .. فلا أسهل من عمليات البلع والمضغ والجرش والطحن والقرمشة والفرم والمص حتى آخر نتفة من القصعة التي أمامك ، بهمّة نملة تعد عدتها لشتاء شرير مقبل عليها .. !
وحينما تنتهي من وجبتك الرئيسية الثقيلة ، فإنك تدلل نفسك كما يدلل الدانمارك أبقارهم تماما ، فأنت ويا للإرهاق ..! قابع في جلستك المجهدة وجسدك يحفر في تربة أفكار غائرة في الكتاب الذي تقرأه أو الذي تعكف عليه تأليفا ، وأفكار ما بين كرّ وفرّ فلا مانع خلال ذلك استدعاءً للأفكار من جرش الفول السوداني المحمص أو طحن المكسرات بأنواعها المتبلة بطريقة عربية ، أو قرمشة برينكوز من عبوات الشبيس الكبيرة أو رقائق " ليز " فميزتها أنها تتلاءم وصفحات الكتاب الضخم الذي تمعن فيه بكل جد ، وإن كان الجو حواليك يغلي على درجة المائة الفهرنهايتية ، فإن آيس " باسكن روبنز " برعشته الباردة تدغدغ طاقتك لمجهود أكبر ، دون أن تحرم نفسك من صرعات الوجبات الجديدة فـ " آندومي " بخلطة الدجاج أو الخضروات هي الوجبة التي تحب أن تسحبها إلى جوفك بسلاسة مطلقة ، بينما أنفاسك تلهث خلف لهفة تخطف أبصارك في موضع مما تقرؤه .. ولا مانع من استرخاء على نحو آخر مع قطع من " الجالاكسي " الذي يذوب في الفم بنشوة مدهشة وقد تتضاعف الكمية ؛ فالدراسات أثبتت أهمية الشوكولاتة لتحسين المزاج وتنشيط الطاقة .. بينما قد يطلق الكتاب المنسجم معه عنان خياله فترتشف " الـ " ريد بول " لتحلق بجناحين من الطاقة مشاطرا بذلك خيال الكتاب ، ناهيك إلى مشروبات حارة ، ليكون " الشاي " مع سكر زيادة أو " النيسكافيه " مع حليب كامل الدسم وسيلتان لتنبيه ما لبس على العقل في جرم السهر ..
مع الأيام تغدو مثقفا حقيقيا وقارئا كبيرا مع شاهدين لا يكذبان أعين الآخرين قط فـ" كرشك " الكبير و" فخذيك " المشحمين خيرا دليل ..! مع رفيقين على ما يبدو سيرافقانك لزمن ممتد " السكري " و" الكوليسترول " وقد لا يغادرانك أبدا كلما فرط تدليلك لعادات القراءة ..!
لكنك تستطيع أن تستيقظ من هذا الكابوس بتخصيص – ساعة يوميا - تطلق فيهما ليس قدميك فقط ، بل عقلك لمتعة الانطلاق والصحة والرشاقة لتغدو كاتبا وقارئا يتمتع بصحة جيدة ..
ومجال الحرية شاسع بين الأخذ بنصيحة الكاتب " وليام سارويان " وبين ما تناوله المقال ، دون أن يفوتني تذكيركم بكابوس مرعب يدعى " شبح السمنة " اجعلوه نصب أعينكم كلما سولت لكم أنفسكم تدليل الكسل ..
وما ألذّ تدليله ..!

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نشرت قراءة مفصلة عن هذا الكتاب الصادر حديثا في باريس للمؤلف " جورج فيغاريللو " في ملحق " مسارات " التابعة لجريدة البيان الإماراتية ، العدد 104 ، 2010م .



الأربعاء، 21 يوليو 2010

دفتر الأبله



دفتر الأبله / هاكوب بارونيان


- ألم تقدم الفحص يا بني .


- نعم قدمته يا أبي .

- ألم يهد إليك أستاذك كتابا يوم توزيع الشهادات .

- كلا يا أبي .


- ولماذا ؟


- لأنني أنا أيضا لم أعط أستاذي شيئا في عيد رأس السنة يا أبي .


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


هاكوب بارونيان :


من كتاب القرن التاسع عشر ، رائد الأدب الأرمني الساخر ، كان كاتبا تركيا بامتياز ، وقد كتب في مقدمة عمله الشهير " دفتر الأبله " : ( أيها السادة سأسخر ولست بحاجة إلى لحن أو بيانو كي أسخر )


هذه القصة القصيرة جدا مأخوذة من كتابه " دفتر الأبله " وهي عبارة عن قصص قصيرة جدا وحوادث يومية قصيرة يرويها بارونيان على شكل يوميات يعرض فيها وقائع الحياة وسياستها على طريقة السخرية محاولة الإصلاح من خلالها .

السبت، 17 يوليو 2010

أطفالنا بين جاذبية المجلات الالكترونية وحميمية المجلات الورقية


أطفالنا بين جاذبية المجلات الالكترونية وحميمية المجلات الورقية
استطلاع : إيهاب مباشر
جريدة الوطن " الأشرعة " ..

نشأت مجلات الطفل في العالم العربي عام 1870م بعد مرور أربعين عاما على صدور أول صحيفة للأطفال في العالم في فرنسا ، وأولى هذه المجلات العربية حملت عنوان " روضة المدارس المصرية " وكان يشرف عليها رفاعة الطهطاوي ، وبعدها صدرت مجلة " روضة المعارف " في لبنان ، ومجلة " الصبيان " في السودان ، مذ ذاك التاريخ توالى صدور مجلات الأطفال في العالم العربي ، وتربعت المجلات الورقية على عرش صحافة الطفل ، فنشأت " حميمية " من نوع خاص بينه وبين إصداره الورقي ، وبعد التطور التكنولوجي الهائل وثورة المعلومات والاتصالات ، توالى صدور المجلات الالكترونية الخاصة للطفل بشكل " جذاب " أغراه على التخلي – ولو بشكل مؤقت – عن مجلته الورقية ، ومنذ ذلك الوقت نرى أن الكثير من الأسئلة طرحت نفسها ، تماشيا مع هذا التطور ، وهذه الحرب الخفية بين الإصدارين ، فهل ستبقى المجلة الورقية محافظة على موقعها وتواصلها مع الطفل أمام المجلة الالكترونية ، أم سيأتي اليوم الذي تتلاشى فيه المجلة الورقية لحساب المجلة الالكترونية ؟ وما الدور الذي تقوم فيه مجلات الأطفال ، لبناء شخصية الطفل العربي ؟ وكيف يتواصل الطفل مع ما يتقدم له من أدب ، على المواقع الالكترونية ، وماذا عن تواصله مع المجلات الورقية ، محليا ، إقليميا ، عربيا ؟ وما الذي يميز المجلة الورقية وتفتقر إليه المجلة الالكترونية ؟ وهل يميل الطفل إلى المجلات الكترونية ، التي توجه إلى جمهور محدد من الأطفال ، وهل بعض المجلات الالكترونية ذا توجه إسلامي ، تقدم وجبة ثقافية كافية وكاملة للطفل ؟ وهل المواقع العربية الالكترونية للمجلات الورقية ، ومواقع المجلات الكترونية ، تلبي حاجات الطفل العربي ؟ مجموعة لا بأس بها من الأسئلة التي حملناها إلى كتاب أدب الطفل والمهتمين به ، فكان استطلاع " أشرعة " الذي حمل عنوان " أطفالنا بين جاذبية المجلات الالكترونية وحميمية المجلات الورقية " فإلى تفاصيله ..

أفضل حظا

بداية كانت مع الكاتبة ليلى البلوشي ، لبحث مصير المجلة الورقية وهل ستظل محافظة على موقعها وتواصلها مع الطفل أمام المجلة الالكترونية ، وما الدور الذي تقوم به المجلات الورقية لبناء شخصية الطفل العربي ؟ وكيف يتواصل الطفل معها ، فجاء جوابها من صميم تجربة واقع معاش ، فقالت : ( أطفال اليوم أفضل حظا بكثير من أطفال الزمن القديم ، حيث لم يكن ثمة وسيلة تثقيفية سوى الكتب المدرسية وترفيهية سوى التلفاز بقنواته القليلة وبعض مجلات التي تجمع ما بين التثقيف والترفيه ؛ رغم ذلك لا تجد طريقها إليهم إلا نادرا ..
طفل اليوم هجمت عليه وسائل العلم والمعرفة والتسلية دفعة واحدة ، فهناك مجلات متنوعة يجدها في أقرب بقالة لمنزلهم ، والتلفاز أصبح يدللهم فالبث مباشر على أربعة وعشرين ساعة يوميا بلا كلل يقدم رسوما متحركة وبرامج للأطفال متنوعة ، وهناك جهاز صغير وهو اختراع هذا العصر بكبسة زر واحدة يمسك الطفل بالكون في عولمة صغيرة هي عالمه الخاص ..
وكل جديد هو جاذب للطفل ، مادة اغرائية يبقى أثرها لفترة طويلة المدى ، لكن ما مدى استفادة الطفل الحقيقي من هذا الشيء الذي يراه مدهشا .. ؟
لا تتوقعوا مطلقا أن الطفل حينما يقابل شاشة الحاسوب أن يفكر بتنمية ثقافته ، أو أن يضغط على أزراره السحرية ليفتح أبواب المعرفة ، بل إنه على خلاف ذلك نراه ينطلق وبلا تردد ليتعرف على عوالم التسلية ، ومن لعبة إلى لعبة يشبع لديه حافزه الحركي ، وآخر ما يفكر فيه هو أن يلج مداخل المجلات الالكترونية المخصصة لمخاطبته ، فهو إلى اليوم لا ينكر وجود تلك المجلة الورقية ..

وسيط

وتضيف ليلى البلوشي : ( والطفل لا يفكر كما يفكر الكبار على أساس أن النشر الالكتروني بديل عن النشر الورقي ، بل كل له بروزه وكل ما يزال يحتفظ بمكانته ، الاختلاف يظهر حين يتوقف وصول المجلة المفضلة لديه ، فيكون النشر الالكتروني بديل بالنسبة له ، هذا إن كان الطفل تواقا للمعرفة .. وهنا نشير إلى دور الوسيط المجتمعي المحيط به ؛ فهذا المحيط إن كان يولي أكبر اهتمامه بالمعاملات الالكترونية فمن الطبيعي أن ينتقل الطفل تدريجيا إليها ، فكثير من المدارس اليوم تحتم على كل طفل أهمية وجود جهاز حاسوب خاص به ؛ كي يستقبل الفروض والمهام المدرسية من خلالها ، وكما أن معظم أمهات اليوم يتابعن مستوى أطفالهم في المدارس من المواقع الالكترونية التي تخصصها المدرسة لتلاميذها .. وقد يقرأ الطفل مجلة ورقية ثم يقابله في نهاية الموضوع الذي قرأه إحالة للمراسلة أو تعرف المزيد من خلال موقع الالكتروني للمجلة نفسها ، فكل هذه العوامل ذا تأثير كبير على تحول الطفل من النشر الورقي إلى النشر الالكتروني .. )

تجربة

( ومن موجب تجربتي الشخصية مع تلميذاتي بدأت أتماشى مع العصر الجديد ، فألزمت تلميذاتي على إرسال الملفات والفروض المدرسية على بريد مخصص لهم ، لكن من جانب آخر أحرص في حصص الاستماع والتحدث وهو فرع من فروع مادة اللغة العربية على اختيار قصة مناسبة من المكتبة وجعلها مصدر دراسة وتحوير ..
فما تزال المجلة الغنية بالصور والحكايات المثيرة محببة لقلوب الصغار ، ولكن لا ذنب لهم في أن العصر في كل يوم ينجب لهم اختراعا جديدا ، وكل جديد يحمل معه دفقة فضول ، وفضول الصغار أكبر بكثير من فضول الكبار .. ولا يمكن أن نلغي أهمية مجلات الطفولية للصغار ، فما تزال لمجلة ماجد الصدارة في حب الأطفال لقراءته كل أربعاء ، ولا يمكن أن ننكر مطلقا دورها الريادي الكبير في تنشئة الأطفال من جوانب عدة ، وغيرها من المجلات ذات تأثير على فكر الطفل ، وحب الأطفال لهذه المجلات هي من يبقيها حية إلى اليوم ، وإذا ما انطفأت رغباتهم نحوها ؛ فإن هذا سرعان ما سيؤثر عليها .. )

تفضيل

( ويأتي عامل التفضيل إذا ما اتصفت المجلة الالكترونية بعوامل يجعلها متفوقة على النشر الورقي من المؤثرات الصوتية والصور المتحركة ، لكنه يظل تفضيلا مؤقتا وليس له ثوابت ؛ لأن لا وجود للثوابت مع الكائن الصغير الذي نتعامل معه ، فهو حركي ، متقلب المزاج ، مرن ، من الممكن جدا أن يبدل رأيه بأسرع مما نتصور ، كاللعبة الجميلة التي يبكي من أجل امتلاكها وحين تشترى له يشبع منها بعد مدة زمنية قصيرة فيتخلى عنها بالتمزيق أو إهدائه لصديقه .. وإذا ما كانت ثمة ثوابت في حياة الطفل لخسرت دور النشر ، ولأعلنت كل محلات الألعاب إفلاسها ..!
و ثمة قاعدة مهمة موجودة في حسبان الطفل ، وهو أنه لا يلغ أي فن ، ولكن يتبع فضوله إلى كل ما يثيره ، فإذا ما كانت القصص مؤثرة ؛ فمن الممكن جدا أن يفضلها على ألعاب الحاسوب وهلم جرا ..)

ساحة شاغرة

(عندما نتحدث عن الطفل العماني نرى فجوات عديدة ، ماذا قدم المجتمع له ؟ من يكتب له ؟ هل هناك مؤسسة تعنى به ؟ هل هناك مجلات وملاحق تخاطبه ؟ وما دوره في مجتمع الكبار ؟
هناك جهود متفرقة ، يتيمة ، يقوم بها أنفار من الكتاب ، وهؤلاء الكتاب أيضا بحاجة ماسة لإلقاء الضوء عليهم كي لا يتخبطوا في ظلام الإنكار ، كي تستحيل جهودهم الصغيرة إلى مفاجآت كبيرة ، كي تنقل خطواتهم من حيز ضيق إلى حيز واسع ..
ساحة الطفل العماني ميدانيا ما تزال شاغرة ، وإذا ما انتقل إلى النشر الالكتروني وتعلق به فله عذره ؛ لأن العالم المحيط به لم يوفر له بدائل أخرى ، فلا مجلة تخاطبه ولا جهة معنية توفر ما يتطلبه ، فلا يبق أمامه سوى المجال الالكتروني ، هذا إن كان هذا الآخر متوفرا لديه ..ثم هل هناك مناسبات تختص بأدب الطفل سواء كتابات يكتبها الكبار للأطفال أو مسابقة لأقران صغار يكتبون لأطفال مثلهم ..؟ كل هذه الخطوات هي التي تدعم سياسية وفنية أدب الطفل في كل دولة ، وإن لم يكن لها وجود فمن النادر توقع نهوض هذا الأدب بشكل يسير ، فهذه المسابقات تحفز الكتاب ، وتخرج أسماؤهم إلى النور ، وتدفع بعجلة الأدب نحو التقدم ..)

مزايا

المزايا التي تتسم بها كل من المجلة الالكترونية والمجلة الورقية كانت مدخلنا للحديث مع الكاتب حسن اللواتي فقال : ( هناك مجموعة من المزايا التي تتمتع بها كل من المجلة الورقية وأرى أن العديد من المجلات الورقية تتمتع بالتبويب الجيد والقدرات الإخراجية والفنية المتميزة إذ تشجع على متابعة المواد المنشورة وتحقق نوعا من الفائدة والمتعة ، وأحجام بعض المجلات يساعد على سهولة التصفح وفي المقابل فالمجلات الالكترونية تستخدم وسائط مختلفة تتمثل في الصوت والصورة والحركة والقدرة على التفاعل والتواصل المباشر بالإضافة إلى تجدد الموقع من ناحية الإخراج والمضمون ومزايا أخرى مثل سهولة التصفح وسرعة التحميل والعودة إلى المجلة في أي وقت مع الحصول على بعض أعداد قديمة وبالتالي هذا الأمر يساهم في استقطاب مزيد من القراء ..)

خصوصية

وعن توجهات بعض المجتمعات العربية والتي تنعكس على إصدارات الأطفال فيها ، وهل هذا يخدم أطفال العرب بشكل عام يقول الكاتب حسن اللواتي : ( الكثير من المجلات العربية تتمتع ببعض الخصوصيات الثقافية والاجتماعية المختلفة ، وربما يحق لها أن تقدم خدمات مثل هذه ولكنني مع المشاريع والأنشطة التي تخدم أكبر عدد ممكن من أبناء الوطن العربي خاصة أن العوامل المشتركة التي تجمعنا أكثر بكثير وهناك بعض المجلات التي تخدم قطاعا كبيرا من أبناء المجتمع العربي مثل مجلة أحمد الصادرة عن دار الحدائق اللبنانية ومجلة ماجد الصادرة عن شركة أبوظبي للإعلام ..) ..

طموح

وعن مدى استفادة من المواقع الالكترونية ، وهل تلبي الطموح ، يقول حسن اللواتي : ( المجلات الإلكترونية تعتمد على التقنيات الحديثة وتحتاج هذه المواقع إلى تكاثف مجموعة من الجهود والطاقات التي لديها إلمام ومعرفة متكاملة بهذه التقنيات بالإضافة التي لديها وعي بثقافة الطفل واحتياجاته وبالتالي يمكننا الجمع بين الاثنين بين الشكل الجذاب والمضمون الهادف والمتميز وهناك حاجة إلى فريق عمل من كتاب وفنانين ورسامين وأصحاب الخبرة في مجال تصميم المواقع وهندستها بالإضافة إلى أسرة التحرير الاعتيادية والمكونة من رئيس التحرير ومدير التحرير والمحررين والعالم العربي لم يستغل شبكة الانترنت كما ينبغي ..)

توجهات متنوعة

هناك بعض مجلات الالكترونية ذات توجه الإسلامي ، موجه للأطفال ، فهل تقدم هذه المجلات وجبة ثقافية كافية وكاملة للطفل ؟ ولماذا ؟ سؤال موجه للكاتبة خديجة الذهب ، فأجابت قائلة : ( في الحقيقة الاهتمام ينصب في اتجاه واحد لا يكفي للطفل ، وبالطبع التوجه الإسلامي لمجلات الأطفال ، توجه مطلوب وضروري لثقافة الطفل ، ولكن هذا الطفل بحاجة إلى مجلات ذات توجهات وأهداف متنوعة ، شاملة ومتكاملة في مختلف المجالات ، حتى تسهم هذه المجلة في إمداد الطفل بالمعلومات والمعارف التثقيفية والعلمية المتنوعة ، التي تثري حصيلة الطفل المعرفية وتغرس القيم الإسلامية والتربوية في نفوس الأطفال ، وتمدهم بكل جديد ومفيد ، ضمن حدود تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف ، فإذا توافرت للطفل المجلة ذات التوجهات التثقيفية الشاملة ، والمعارف المتنوعة ، عادت على الطفل بالفائدة لإشباع فضوله ، ورغبته في البحث والاستكشاف عما يدور حوله من الأشياء التي تثير فضوله وتزيد من رصيده المعرفي ، بما يتوافق ويتناسب مع اهتماماته وميوله ؛ فتترسخ المعلومات في ذهنه منذ الصغر ، ويختزنها في ذاكرته ، فتنمو مداره المعرفية ومهاراته وقدراته المختلفة ، التي تعبر من أهم المؤثرات في تكوين شخصية الأطفال ، ومساعدتهم على التفوق الدراسي ..
وبذلك يتحقق الهدف المرجو من هذه المجلات ، في إعداد جيل بناء ، متسلح بالعلم والإيمان ، وتتكون شخصية الطفل المفكرة والإبداعية ، القادرة على مواجهة الحياة في مختلف مراحل عمره ؛ فيصبح فردا فعالا مفيدا لوطنه وأمته .. )

تشويق وإبهار

وعما يجذب الطفل في المواقع الالكترونية تقول خديجة الذهب : ( أول ما يجذب الطفل ويشد انتباهه ويجعله يقبل بشكل لافت على الموقع شكل الموقع العام والجذاب ، وما يحتويه من عناصر جذب وتشويق وإعجاب ، عبر الصورة والصوت والحركة من صور ورسومات معبرة بالألوان الزاهية ، وصور معبرة ذات مستوى فني وجذاب ، من مواد ومعلومات سهلة الأسلوب ، لغتها بسيطة ومشوقة ؛ تسهل استيعاب الطفل لها ، وتغريه بالإقبال عليها ، وتحقق في نفس الوقت المتعة والتسلية له ، المجلة الورقية والمجلة الالكترونية ، لكل منها وسيلة للتواصل عن الأخرى ، ولكل منهما فائدتهما الخاصة ، فالمجلة الورقية هي الأكثر انتشارا بين الناس ، لما لها من مزايا وسحر خاص ، بتوفير الحميمية والألفة ، التي تربط الطفل بمجلته التي يمكن حملها ، والانتقال بها من مكان إلى آخر ، مثلا عند جلوسه بين أفراد أسرته ، أو في فراشه قبل نومه ؛ مما لا يستلزم وضعا ولا تجهيزا خاصا لجلسة القراءة ، فيبدأ بتصفح مجلته ، واستيعاب من معلومات متنوعة بداخلها ، وهذا ما لا توفره المجلة الالكترونية ، التي لا تمكن الطفل من لمس وتقليب صفحاتها بيديه ، أو وضع خط تحت مقطع ما شد انتباهه ،
كما أن المجلة الالكترونية بما تحتويه من غزارة في المعلومات ، وتنوعها صور ورسومات ملونة وأصوات صادرة ، بالإضافة إلى سرعة التنقل من موضوع إلى آخر ، فضغطة واحدة على زر تفتح له أبوابا متنوعة ، كل هذه العوامل المثيرة والشيقة ، تجذب الطفل ويتفاعل وينسجم معها ، وقد تشتت انتباهه وتجعله غير مركز على موضوع معين ، وبذلك يقضي الطفل أوقاتا أطول في التصفح واللعب والاستمتاع أمام شاشة الكمبيوتر ، ويمكن القول إن المجلة الورقية موجودة ولا غنى عنها ، والمجلة الالكترونية موجودة أيضا ولا غنى عن وجودهما معا تماشيا مع التقنيات الحديثة ومتطلبات العصر ..) ..

الاثنين، 12 يوليو 2010

فتاة صغيرة اسمها روان


" سأضع يداي على رأسي حتى لا أكبر " *
كتبت هذه العبارة في مقال لي كان بعنوان " شيخوخة ماركيز " ، هذه العبارة التي استفتحت بها المقال هي مقولة تلك الطفلة في قلب كعكعة ميلادها ..
الأطفال ملهمون حقيقيون لأشياء كثيرة في الحياة ، ولعل من أكثرها أهمية : " البراءة " التي نكتسبها من صحبتهم ، وقيم أخرى تتيه عنا في زحمة الحياة ...
* الصورة لابنة أختي في يوم ميلادها الذي كان البارحة ..

الثلاثاء، 6 يوليو 2010

الخلطة السرية لأسطورة سلفادور دالي ..


الخلطة السرية لأسطورة سلفادور دالي ..

" إذا كنت تقوم بدور العبقري فسوف تصبح عبقريا في يوم من الأيام "

هكذا كان ديدن سلفادور دالي السريالي الذي قلب الفن رأسا على فوضى ، لا قوائم ولا مساحات ولا أحجام ولا أشكال ، مكونا عالما افتراضيا متلونا بالأحلام الصاخبة والملامح الغرائبية أشبه ببهلوان يسير بقدميه على حبل متدل ، بينما يداه تصبغان على أعين العالم أسطورته الشخصية بدهشة كبيرة ..
هذا الفنان العبقري المجنون الهذياني الذي شعر بالإهانة في طفولته ، حينما اكتشف أنه ليس سوى نسخة عن شقيقه الذي فارقه قبل ولادته بعامين ، وكان يرتدي ملابسه ، يتكلم ويمشي مثله ويحلم كما كان يحلم ، ولأن شقيقه مات بعد نزلة برد حادة جعلت نظرات عائلته الثاقبة تترصده خشية أن يكون مصيره كمصير سابقه ، فكانت تصيح فيه باستمرار :" سلفادور فليبي جاسانتو " لا تمت مرتين ! " ..
دالي هو صاحب نظرية " البارانويا النقدية " وكان يسير على خطى سرياليين المقدس " لا شيء هو كل شيء " ، عزى البعض أسطورته إلى مسمى " جنون العظمة " وهو الذي لم ينف عن نفسه التهمة حين ذكر في إحدى صفحات مذكراته قائلا : " ما أكثر الناس وبخاصة في أمريكا الذين يسألونني عن الطريقة المثلى للنجاح ، وهذه الطريقة موجودة واسمها عندي " طريقة جنون العظمة في ذروتها " أو " البارانويا المتأزمة " ، اهتديت لأكثر من ثلاثين عاما وأمارسها دون أن أعرف حتى هذه اللحظة ، ماذا تكون ..؟ " ..
لكن أسطورته لا تعزى إلى - جنون العظمة - بقدر ما تعزى إلى قانون كوني بدأ يشق دربه المضيء بقوة في فضاء العالم ، يعرف هذا القانون بـ " طاقة الكون " أو بـ" قانون الجذب " ، هو قانون عجائبي ذا طاقة هائلة ، يعمل كمغناطيس جاذب ، ويستطيع من خلالها الإنسان أن يجذب كل الأمور والأمنيات والأحلام التي يريدها إليه ، وفق أفكار يعقد بها سلسلة حياته كيفما يرغب ، فلكل فكرة تردد يبثه الكون ، وحين يطلب الشخص ، فإن أفكاره تتحول إلى وقائع ملموسة من خلال ثلاث كلمات مختصرة هي : " اطلب " ، " آمن " ، " تلق " ..
ومن خلال قراءتي لكتاب " السر " رأيت أن سلفادور دالي هو أكثر شخصية يمكن من خلالها أن نستنتج قوة هذا القانون وفعاليته ؛ فمعظم أفعال المنجزة في حياته كانت أقوالا مقترنة بتنظيم دقيق ، حتى غدت أفكاره الخطيرة تلك التي كانت تتملكه ثمارا آتت أكلها ، ومن تلك الأقوال التي اقترنت بالأفعال :

* " كنت أحب أن يقول الناس عني " سلفادور دالي " رسام لا يمكن نسيانه ، فقد كان يعنيني أن أكون " سلفادور " الذي يولد يوم يموت " هذا الاسم الذي يتموسق حتى الآن على ألسنة الجميع باحتفاء بالغ ، وادعى مثال على ذلك لوحاته التي تناثرت اليوم كتاريخ في عواصم العالم تحكي عن حكاية هذا الإنسان العبقري ، فعند متحف " لوهافر " الفرنسي عبارة ذهبية اللون تقول : " هنا جناح الاسباني الكبير " سلفادور دالي " الرجل الذي كان يرى في كل زائر له صديقا ، وفي كل صديق لوحة ، وفي كل لوحة خيال غض وشاسع نحو ما لا نهاية " .

* " إذا كنت تقوم بدور العبقري فسوف تصبح عبقريا في يوم من الأيام " .. وقد لمسنا هذا المفهوم متجذر بقوة عميقة في حياة " سلفادور دالي " الحافلة بالأقوال التي اعتاد الإقرار بها بين حين وآخر ، يتداعى من خيال خلاق ، ذاك الخيال الذي لبس واقعه وكأنه الواقع نفسه ، فقد طمح في يوم من الأيام أن يكون في شهرة " نابليون بونابرت " ، ومذ ذاك لم تترهل طموحاته عن الازدياد والنمو ؛ ولأنه لم يكن مثل الكثيرين محاطا بسر هذا القانون الذي كبر من خلاله طوال أعوام التي أعقبت ؛ فقد عزى مثل الكثيرين أسطورته إلى " جنون العظمة " معتقدا كذلك لأنها ؛ وكما كان يرى وراء دفق نجاحاته المتتالية في عوالم الفن ، تلك الطاقة الهائلة التي كانت تنبعث منه مقيدة أفكاره إلى طريق التحقيق ، كما كان يرغب بها تماما ..

* " لم أكن أطيق فكرة أن لا يتعرف علي الناس " فعلى مستوى علاقاته كان شخصا يجر خلفه أضواؤه الصاخبة ، فهو لم يطق فكرة ألا يتعرف عليه الناس يوما ما ، وقد كانت أقواله لا تناقض رغباته ..

* خطط أن يكون مليونيرا ، حتى أن " أندريه بريتون " اتهمه بـ" عبادة الدولار " ، فرد عليه دالي بأن حكمته منذ الصغر نصحته أن يسعى رويدا لأن يصير مليونيرا ، وقد أضيف حلمه هذا إلى حيز التحقيق كما خطط بإرادته ..

* كما كان يسعى إلى تسلق الكمالية ، و يشير " تشارلز هانيل " وهو أحد المشاركين في تفسير نظرية قانون الجذب قائلا : " الحقيقة المطلقة هي أن ضمير " الأنا " تام وكامل ؛ وأن ضمير " الأنا " الحقيقي هو روحي ولا يمكنه بالتالي أن يكون أقل من مثالي ؛ ولا يمكنه مطلقا أن يعتريه نقص أو قصور أو مرض " ، وكان هذا الضمير نغمة دالي التي كثيرا ما كان يدندنها في حياته قائلا : " أنا أؤمن بأني أعظم رسامي عصري " وقوله كذلك : " أنا خال من العيوب، أنا السريالي الوحيد غير المنتمي، لم ينجح لا اليمين ولا اليسار في إغوائي " .. وبشهادة فرويد الذي قال عنه : " لم أرى في حياتي لاسبانيا أعظم كمالا من سلفادور دالي " ..

* ولأن من أولويات هذا القانون أن يكف الإنسان عن ترديد الأفكار السلبية ، وغرس عوضا عنها أفكارا ايجابية باستمرار ثم مصّها من طاقة الكون ، فقد كان سلفادور يبدأ يومه بلذة لا تضاهى : " حين استيقظ في الصباح، اختبر لذة لا تُضاهى: إنني سلفادور دالي ، وأسأل نفسي ما الذي سيفعله اليوم هذا الإنسان المعجزة، سلفادور دالي" .. فكيف تتوقعون صباحات رجل يدلل يومه بلذة يسيرها له الكون بلمسة منه ..؟!

من هنا نستطيع القول بأنه كان أنموذجا إنسانيا يتمتع بصحبة نفسه متدفقا بالحب ، فانعكس ذلك بحبور كبير على كل العوالم التي كانت تحيط به من حوله ، والتي جلبها بملء إرادته ..
هذا هو " سر " هذا الفنان العبقري الذي استحق عن جدارة حياته الحافلة بالإثارة ، ودهشة الانجاز ، والتميز الابتكاري ، ونيازك الشهرة والثراء والحب ، وكل ذلك كان نتاج أفكاره التي ارتقاها سلما سلما ، كان يطلب ويؤمن ويتلقى ببساطة مطلقة ..